بحث

lundi 29 mars 2010

عرض نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص العربي المشكل لإيلان سبيش

د.سـفـيان بـهـلول1،2 د.بـيار لـومـير2
1مخبرالإعلام الآلي لجامعة مان (Maine)
72085 Le Mans CEDEX 9 – France
Tél: +33 (0) 243 83 38 74 – Fax: +33 (0) 243 83 38 68
Email:
sofiane.belloul@lium.univ-lemans.fr
)Elan Speechإيلان سبيش (2
4, rue Jean Rodier – 31400 Toulouse – France
Tél: +33 (0) 561 36 07 77 – Fax: +33 (0) 561 36 07 70
Email:
sbaloul@elan.frhttp://www.elan.fr

¹ الـمـسـتـخـلـص :
تتناول المداخلة التالية نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص العربي، المطور من قبل شركةElan Speech ، الشركة التي تعتبر الممول العالمي لتكنولوجيات تركيب الكلام بالتعاون مع مخبر الإعلام الآلي في جامعة مان Maine (LIUM). يعمل هذا النظام على القراءة الحرفية الصوتية لأي نص عربي، وذلك عن طريق القيام بمعالجات من طبيعة مختلفة؛ حيث يقوم بعمليات ما بعد المعالجة (المعالجة الأولية) لغرض تقسيم النص وحذف كل الأجزاء والعناصر التي من شأنها تشويش المعنى ومعالجة الوحدات الخاصة كالأرقام والمختصرات والرموز، ثم ينتقل بعد ذلك إلى القيام بعمليات التحليل النحوي الجزئي وتحديد المجموعات اللغوية والنحوية للمفردات المكونة للكلام متبوعا بالكتابة الصرفية الصوتية لغرض تحديد النطق الصحيح والمناسب لها؛ كما أنه يقوم بحساب المعلومات العَروضية المتعلقة بنبرات الصوت، بأداء ونبرة الصوت والإيقاع انطلاقا من المسجل الصرفي لتوليد العلامة والإشارة الصوتية.

¹ الـكـلـمات الـدالـة :
تركيب الكلام؛ TALN.

1. مـقـدمــة :
نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص هو مجموعة من الإجراءات والمسارات التي تسمح للآلة من تحويل النص المكتوب إلى رسالة شفوية بهدف تقريب الصوت المولد من الصوت البشري. ليس هناك توصيات على المفردات المراد تركيبها (رموز، اختصارات، أرقام، تواريخ...) ولا على حجم المفردات المراد معالجتها. ُيستخدم النظام عامة في الأدوات المساعدة للأشخاص المعاقين خاصة المكفوفين في مصالح القراءة الشفوية (الأدلة، قراءة الجرائد، استشارة علب الرسائل الالكترونية المكتوبة) أو بصفة عامة في التطبيقات المستعملة في الاتصال بين الإنسان والآلة.
إن التفريق بين تركيب الكلام انطلاقا من النص والتركيب بالتسلسل المنطقي للكلمات والمفردات ضروري؛ ذلك أن هذا الأخير يعمل على تخزين سلسلة من الكلمات المسجلة ثم يقوم باسترجاعها عن طريق الربط بين طرفي الإشارات الموافقة لهذه الكلمات. ُتستعمل هذه الطريقة "التخزين/الاسترجاع" في التطبيقات التي تكون فيها مفردات اللغة محدودة ومعروفة مسبقا (الساعة الصوتية، تسجيلات SNCF الخ...)، أما عن نوعية الكلام المتولد باستعمال هذه الطريقة فإنه يكون أحسن بالمقارنة مع ذلك الذي يتم توليده باستعمال طريقة تركيب الكلام انطلاقا من النص SAT، إلا أن نغمة واتساق أصوات الكلمات المسجلة بصفة منفصلة لا يوافق دائما النغمة العامة للجمل المراد نطقها، إضافة إلى أنه يتطلب تخزين مسبق لمجموعة من الكلمات، وهو ما يستوجب تخزين كلمات جديدة في كل مرة ويحتاج إلى وقت أكثر في عملية التشغيل.
يعتبر نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص العربي SAT أقل تسويقا من ُنظم تركيب الكلام انطلاقا من اللغات الهندوأوروبية؛ حيث أن شركة صخر و Elan Speech هما اليوم المؤسستان الوحيدتان اللتان اقترحتا هاذين النظامين، على الرغم أن هناك عدة أعمال لمخابر متخصصة في الميدان قد فتحت الطريق في هذا المجال منذ عدة سنوات [GHA92] [RAJ89] [ZEM98] ويعود هذا التقصير بشكل كبير إلى قلة المصادر اللسانية واللغوية للمعالجة الآلية للغة العربية وكذا الخصائص الداخلية والذاتية التي يتميز بها الخط العربي (طريقة الكتابة) والذي يفتقر في كثير من الأحيان إلى التشكيل.

¹ عـرض نـظام تـركـيب الـكـلام Elan Speech :
يضم نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص والمسوق من قبل شركة Elan Speech اثنى عشر (12) لغة وهي: الانجليزية البريطانية والانجليزية الأمريكية والفرنسية والاسبانية الكاستلية (الهندية) والاسبانية لشعوب أمريكا الجنوبية والألمانية والروسية والبرتغالية البرازيلية والبولونية والايطالية والهولندية، كما أضيفت إليه مؤخرا اللغة العربية. يستعمل النظام تكنولوجيات التركيب التي تعتمد على مجموعات (SAYSOTM) وتلك التي تعتمد على التسلسل المنطقي diphones (TEMPOTM)، كما يقترح كذلك حلولا مختلفة في الاتصالات اللاسلكية (قراءة الرسائل المكتوبة والمرسلة عن طريق الهواتف النقالة والبريد الالكتروني ومختلف الأدلة والأدلة العكسية والواب الصوتي ...الخ) والوسائل المتعددة الوسائط (أدوات المساعدة في قراءة وتعليم اللغات، أدوات إعادة القراءة، المساعدة الشخصية،...الخ) وميدان صناعة السيارات (المساعدة في الملاحة، أنظمة الإنذار، تركيب السيارات، حركة سير السيارات،...الخ) [BOU01].
سنتعرض من خلال هذه المداخلة إلى المعالجات الخاصة باللغة العربية في النظام دون التطرق إلى اللغات الأخرى.

¹ بـنــية الـنــظام :
يتكون نظام التركيب الصوتي لـ Elan Speech من ثلاثة أجزاء (أنظر الشكل رقم 1)؛ يختص الجزآن الأولان بالمعالجات ذات المستويات العالية والتي تسمح بتمرير التمثيل الكتابي (الإملائي) للنص وتمثيله بنبرة صوتية. تتطلب المعالجة معارف خاصة متعلقة بكل لغة؛ أما الجزء الأخير من البنية التركيبية للنظام فهي التي تخص المعالجات ذات المستويات الدنيا والتي تتكون من مسجل صوتي يسمح بتوليد الإشارات الصوتية، يتم تشغيلها باستعمال تقنيات معالجة الإشارة التي لا علاقة لها باللغة المعالجة. هذه التقنيات ليست محل الدراسة في هذه المداخلة.
التحلــيل النحــوي :
إن دور القواعد الصرفية واللغوية لا تحتاج إلى توضيح في أنظمة التركيب لمختلف اللغات الهندوأوروبية، حيث أنها تلعب دورا كبيرا وذلك على مستويين: أولا على مستوى الكتابة الإملائية الصوتية وهذا للقيام بمعالجة الألفاظ المتجانسة في الكتابة والمختلفة النطق (الكلمات التي يمكن نطقها بطرق مختلفة وهذا حسب معناها أو الصنف الذي تنتمي إليه) أو على مستوى توليد الصوت أو الوقف.
أما فيما يخص اللغة العربية؛ فإن دراسات قليلة فقط تناولت هذه القضية وأن الآراء حول دور القواعد النحوية متباينة بين مؤيد ومعارض؛ حيث يؤكد أصحاب الرأي الأول، من خلال أبحاثهم، على وجود علاقة وطيدة بين النبرة الصوتية (المحيط العلوي للنبرة الصوتية) (les maxima du contour intonatif) والقواعد النحوية [RAJ89]؛ فهي تفترض تحليلا نحويا متقدما وأن مولد النبرات قائم على البنية النحوية المتولدة، ولكنه وفي غياب التحليل الصرفي الآلي فإن تقطيع الكلمات من الفقرة إلى أجزاء يتم بطريقة يدوية. وفي دراسة حديثة حول نبرات الأصوات في اللغة العربية حاول أصحابها دحض القول القائل بدور المعالجة النحوية؛ حيث أقرت بإمكانية توليد نبرة صوتية بصفة انفرادية وهذا على أساس المعايير الصوتية وعلم الألفاظ وطرق تسجيلها ( ritères phonétiques, phonologiques et phonotactiques)، وهو اعتقاد أصحاب الرأي الثاني [SAF01] إلا أن بعض العمليات لا يمكن إدخالها أو تطبيقها في بعض المواضيع مثل بعد حرف الجر "فـي".
في هذا العمل قمنا بإتباع إجراء وسطي بين الرأيين السابقين؛ ذلك أن هدفنا يتمثل في إنتاج تحليل نحوي لنظام تركيب الكلام انطلاقا من النص SAT بطريقة آلية، باعتبار أن التحليل النحوي ليس هدفا في حد ذاته ولكن يجب أن ُيوجه من خلال العوائق التي تقف حائلا دون أن يِؤدي نظام تركيب الكلام عمله كما يرام: المرونة، المتانة (التطبيقات المستعملة بشكل واسع)، السرعة (الوقت الحقيقي) ونوعية مقبولة بصفة عامة.
في هذا المجال بالذات يكون تطبيق القواعد النحوية القطاعية، ذلك أنها ترتكز على التحليل السطحي وليس التحليل الشامل للنص؛ فهي تعمل على تقسيم الجملة إلى مجموعة من الكلمات غير المكررة والتي تدعى باللغة الانجليزية [ABN91]Chunks و Tronçons باللغة الفرنسية (القطع أو الأقسام) [BOU97] دون ربطها بعلاقات مع بعضهما البعض؛ فالكلمات التي تنتمي إلى نفس القطعة أو القسم يتم تميزها بروابط نحوية قوية بينة الظهور، بحيث لا يمكن تغيير ترتيبها داخل القطعة مقارنة بترتيب القطع داخل الجملة. فمن زاوية النبرة الصوتية لا يمكن تقسيم القطعة لا بوقف (السكوت) ولا بفاصلة صوتية، لهذا قمنا بتحديد أربعة أنواع من القطع أو الأقسام في اللغة العربية (كما يبينها الشكل رقم 2):
1. قسم الفعل (الذي يحتوي على الفعل وكل الأدوات التي تسبقه).
2. قسم الفاعل (والذي يمكن أن تحل محله الضمائر ويكون على الشكل التالي: ( فاعل + فعل +مفعول فيه أو المضاف إليه+نعت).
3. قسم المفعول فيه (والذي يمكن أن تحل محله الضمائر أو أدوات يجمع فيها كل الأشكال: (اسم المفعول فيه+المضاف والمضاف إليه+نعت أو الصفة).
4. قسم الأدوات أو الحروف (الذي يجمع كل أدوات الجر والجزم والعطف+ المضاف بالحروف).
مـــثال:

µ الكتابة الإملائية – الصوتية :
تعتبر عملية الكتابة الإملائية الصوتية TOP أو ما يسمى عملية التصويت أو النطق مرحلة مهمة في عمل نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص SAT، حيث تكمن مهمتها في إنتاج أصوات مشابهة للنص المدخل الذي ُيرتب على شكل قائمة أصوات. وتختلف صعوبة هذه العملية بحسب اللغة المعالجة وكذا التطبيق المراد من ذلك؛ فعلى سبيل المثال هناك صعوبة في الكتابة في اللغة الفرنسية بسبب شكلها الكتابي الذي يختلف عن الشكل الصوتي في الكثير من المواضع، عكس اللغة العربية التي يكون فيها تشابه تام بين الحروف الكتابية وتصويتها (الكتابة والصوت).
يمكن الحصول على الكتابة الإملائية الصوتية TOP باستعمال معجم يجمع بين الكلمة وشكلها الصوتي أو/وبين قواعد كتابة الحروف (أو مجموعة من الحروف) في صوت (أو مجموعة من الأصوات). يرتكز تصويت حروف اللغة العربية في نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص لمؤسسة Elan Speech على مجموعة من القواعد (التي تحول الحروف إلى أصوات حسب محتوى النص الذي تتواجد فيه وذلك من اليمين إلى الشمال، آخذا في الحسبان حروف التفخيم والروابط وتفريق وازدواج الحروف، خاصة على مستوى أداة التعريف) ومعجم الاستثناءات. إلا أنه يوجد بعض الاستثناءات التي لا يكون فيها توافق بين الحرف والصوت المعبر عنه؛ ونجد هذا في الحروف الثلاثة الآتية "ا، و، ي" والتي تنطق بطريقة مختلفة بحسب تشكيلها أو من عدمه؛ كما يمكن أن يكون للحرف أصوات عديدة أثناء التنوين "الفتح والكسر والضم" وكذا حرف المد "آ". وبالعكس فإن معظم أصوات اللغة العربية لها توافق الحروف المراد نطقها باستثناء حرف /t/ الذي يوافق حرفين وهما "ت" و "ة" وصوت /a:/ الذي يوافق الحرفين "ى" و"ا". إضافة إلى أن الكتابة الإملائية-الصوتية TOP من شأنها خلق بعض المشكلات، هذا دون التطرق إلى تصويت ونطق النصوص غير المشكلة، ذلك أن غياب التشكيل من شأنه خلق غموض في عملية نطق الحروف؛ ومن تلك الصعوبات نذكر :
í معالجة الحروف التي لا نطق فيها "صوت= صفر": مثل حروف "ى، ا" في نهاية الكلمة (غداً) وكذا الحرف "ا" في نهاية الفعل المصرف لضمير الجمع الغائب "دخلوا" الذي لا ينطق.
í معالجة الكلمات الشاذة، حيث لا يوافق النطق بصفة تامة رسم الحرف؛ دون أن تكون محكومة بقواعد التحويل والكتابة الإملائية المعروفة في اللغة. مثال ذلك الكلمتين التاليتين "هذه"و"لكن" اللتان تنطقان "لاكن" و "هاذه" على التوالي، وبإضافة "ا" للكلمة "مائة" فإنها تنطق "مئة" بحذف الحرف "ا"؛ والكلمتان "هكذا" و "هذا" اللتان تنطقان "هاكذ" و "هاذ" وهذا بتغيير مكان الحرف "الألف" من المؤخرة إلى الوسط.
í معالجة ظاهرة التفخيم التي تخص حروف العلة (المصوتة) في اللغة العربية، ذات المديين الطويل والقصير؛ حيث تتغير رنتها كلما اقتربت من الحروف المفخمة ( ص، ض، ط، ق و ظ) ويتمثل الإشكال في هذه القضية في أن التفخيم ينتقل إلى الأصوات المجاورة في الاتجاهين تصاعديا وتنازليا، مما يتولد عن ذلك صعوبة في تحديد الجزء المحدث بهذا الانتشار (الجزء المفخم).
í يتم تصويت ونطق الرقم في اللغة العربية حسب المجموعة النحوية للاسم الذي ينتمي إليه. فعلى سبيل المثال تنطق كلمة "5 رجال" بـ "خمسة رجال"، إلا أن كلمة "5 نساء" تنطق "خمس نساء".
إن الزيادة في كتابة حروف أكثر من الكلمة من شأنه خلق مشكلات تتعلق بظاهرة التداخل بين الكلمات، حيث يؤدي إلى حذف وزيادة حروف في نهاية هذه الكلمات وهذا يتم على أساس معرفة القواعد الصرفية والنحوية. فعلى سبيل المثال ُتحذف أداة التعريف "الـ" الشمسية "في السماء"؛ في بداية الكلمة تحذف الحرف "ل" عندما يكون متبوعا بالحرف الشمسي "السماء"؛ كما تمثل الهمزة إشكالا آخر أثناء عملية التصويت، ذلك أنها تخضع لمختلف التغيرات المحددة بالسياق العام للنص؛ فعلى سبيل المثال ُيحدد في بعض الحالات الاختيارية على أنه كلما ُسبقت الهمزة بسكون تدغم فيه كما يوضحه المثال التالي: تتحول كلمة "قـل ألعب" إلى "قللعب".
µ تولــيد النــبرة :
كثيرا ما يحمل مصطلح "النبرة" مفاهيم عديدة ومختلفة وذلك حسب وجهة النظر التي ُأخذ بها والمحل الذي ُاستعملت فيه. فمن وجهة النظر الصوتية يمكن أن ُيعرف عن طريق معايير التردد والتواتر الأساسية (تقدير صوت الحنجرة في وقت معين عند الإشارة) والزمن المستغرق (مجال الوقت المستغرق بين إشارتين) وحدة التصويت (الطاقة المحتواة في الإشارة)؛ فعلى مستوى استقبال الكلام (اللفظ) فإن النبرة تخص دراسة ظواهر التشديد والتشكيل (اختلاف العلو وإيقاع الحدة).
تكون نتيجة التحليل الصرفي في نظام شركة Elan Speech، والذي يوفر الرص والصف للكلمات المعنونة نحويا مع سلسلة القطع وأسلوب كل جملة (تصريحية أو استفهامية) مرتبطة بالمقاييس والوحدات تباعا للارتباط والتوافق في نبرات الصوت (النبري) وتشترك فواصل صغيرة في نهاية القطع (#fm) وفاصل كبير يوضع بعد إشارة التنقيط الضعيف (FM) وفاصل نهائي في نهاية الجملة ("FT الذي يمكن إجراؤه تصاعديا أو استفهاميا أو تنازليا).
مــــثال :
الْغَنَاءُ (#fm) يُتِيحُ (#fm) لَنَا (#fm) الْتَّعْبِيرَ (#fm) عَنْ كُلِّ مَشَاعِرِنَا الْعَمِيقَةِ (#FT). فَبِفَضْلِهِ (#fm) يُمْكِنُنَا (#fm) أَنْ نُبْدِيَ (#fm) فَرْحَةً غَامِرَةً (#FM)، أَوْ حُزْنًا عَمِيقًا (#FT).
لا تشكل الوحدات المحددة بهذه الفواصل مجرد مجموعات من النفخات المنفصلة بالسكوت (توقف)، لأن ضبطها بعدد المقاطع اللفظية يتطلب مقياسا آخر. يهدف مقياس التقنيات الصوتية إلى الأخذ بعين الاعتبار عوائق الأنساق والإيقاعات.
µ تســـيير الوقـفـات :
يعتبر توليد الوقفات (السكوت) شيء ضروري لفهم الكلام التركيبي؛ لهذا اعتمدنا على إشارات الوقف وقمنا بتحديد عتبات (حدود) معينة مثل العدد الأقصى من مقاطع الكلمات غير منقطعة بوقف: مقدرة بـ 14 مقطعا؛ هذه العتبة تأخذ في عين الاعتبار العوائق العضوية (الفيزيولوجية) المؤثرة في النطق وعملية التنفس، بحيث لا يتم إدخال أي وقف داخل القسم tronçon)) ولكن يمكنها أن تشترك في فاصل #fm إذا كان عدد المقاطع إلى حدود الفاصلة #FM أو #FT الموالية أكبر من العتبة الدنيا لأربعة مقاطع وكذا إذا توفرت إحدى الشروط التالية :
í أن يكون عدد المقاطع ابتداء من السكوت (التوقف) الأخير أكبر من عتبة (الحد الأدنى) لأربعة عشرة (14) مقطعا.
í أن يكون عدد المقاطع ابتداء من السكوت (التوقف) الأخير أكبر من عتبة (الحد الأدنى) ثمانية (08) مقاطع وأن يكون القسم الموالي من النوع غير المباشر (أي أن يكون مبتدءا بحرف جر).
í أن يكون عدد المقاطع ابتداء من السكوت (التوقف) الأخير أكبر من عتبة (الحد الأدنى) ثمانية (08) مقاطع وان يبدأ القسم الموالي بأداة ربط (عطف) (وهذا يعني أن تكون مكونات الفاصلة من الجهتين مختلفة).
í أن يكون عدد المقاطع ابتداء من السكوت (التوقف) الأخير أكبر من عتبة (الحد الأدنى) ثمانية (08) مقاطع وأن تكون الفاصلة بين قسم المفعول فيه وقسم الفعل.
مثـــال:
أَوَدُّ أَنْ أَطْلُبَ سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ تَأْتي غَدًا صَبَاحًا في سَاعَةٍ مُبَكَّرَةٍ.

تعتبر هذه القواعد جد ضرورية للكشف على كل الوقفات التي يتم إجراؤها ولكن حذف الوقفات غير المناسبة وغير الموافقة لتنظيم وتركيب الكلام أفضل وأحسن من زيادتها.
µ وضع الشدة المعجمية :
إن ظاهرة الشدة هي بروز بعض المقاطع بنبرة أكبر من تلك المجاورة لها؛ ففي اللغة العربية هناك أبحاث في دراسة النبرات وأداء الأصوات تعتبر أن هناك وجود مستويين للشدة، إضافة إلى المستوى غير المشدد؛ حيث أننا نجد: الشدة الابتدائية والشدة الثانوية. أما وضعيتهما فهي تنبؤية لأنها مرتبطة بعدد ونوع المقاطع المكونة للكلمة؛ فلقد استعملنا قواعد التركيب ووضع الشدة المحدد في [ELA70].
فمن الناحية النظرية يكون منحنى التوتر (التردد) الرئيسي لكلمة منعزلة في اللغة العربية بالعدد الأقصى من الترددات التي تكون في المقطع الذي يحمل الشدة الابتدائية. عدة بحوث أجريت في هذا الشأن من أجل محاولة معرفة إذا كان الشكل العام(configuration) للنغمة الصوتية للكلمة محفوظا في الجملة. هذا من جهة، ومن جهة ثانية العلاقة الموجودة بين النحو والنغمة الصوتية. نتائج الدراسة التي قمنا بها مفصلة في الصفحات التالية.
µ حد النغمة الصوتية ومدتها :
تزداد درجة شدة الكلمات كلما اقتربنا من نهاية القسم. في نفس الوقت وعكسيا فإن الشدة المحمولة في الكلمة المعجمية الأخيرة لكل قسم تنقص كلما اقتربنا من نهاية الجملة (انظر الجدول رقم 3).
تكون هذه العملية منمنمة ويكون شكلها مصغرا حسب الافتراض الذي مؤداه أن عدد حركات النغمات الصوتية يمكن حذفها دون أن يحدث ذلك تغييرا يذكر [VAI95]، حيث يبسط منحنى النغمة الصوتية على شكل سلسلة من المقاطع من اليمين، ومن الجهة الأخرى، أي من جانب المخرجات، فإن كل صوت يكون متميزا عن الآخر بشدة توترات وترددات البداية وتوترات الوصول وكذا مدتها.

¹ الـخـاتــــمـة :
تناولت المداخلة عرض ووصف نظام تركيب الكلام انطلاقا من النص العربي المطور من قبل شركةElan Speech . يقوم النظام بتحويل أي نص عربي مشكل إلى كلام تركيبي وتعتبر المعالجات الأولية - أو ما يمكن تسميته عمليات ما قبل المعالجة- من التحليل النحوي والتصويت (النطق) وحساب النغمات الصوتية وتوليد الإشارة الصوتية هي سلسلة المعالجات التي تم تثبيتها في النظام. أما المرحلة التالية فإنها تتمثل في إدخال مقياس التشكيل الآلي (تشكيل الحروف بوضع الحركات)، مما سيمكن من إثراء المعلومات النحوية المشغلة والتي تسمح بحساب ثابت لنغمات ونبرات الأصوات وهذا من شأنه توسيع، بدون ريب، مجال تطبيق النظام.

ترجم من طرف:
شركة كليك لخدمات الحاسوب

استعمال جهاز المرسم البياني اللفظي G 100 في الدراسة الصوتية اللفظية للحركة والسكون في اللغة العربية المعيارية وإعداد قاعدة معطيات صوتية

مراد عباس* غنية دروا- حمداني** عبد الرحمان حاج صالح***
*
a_mourad29@hotmail.com, CRSTDLA BP 225 Rostomia, 16011 Alger.
Tél.: 213 21 94 10 88, Fax.: 213 21 94 10 88
**
gh.droua@post.com , CRSTDLA BP 225 Rostomia, 16011 Alger.
Tél.: 213 21 94 10 88, Fax.: 213 21 94 10 88
*** CRSTDLA BP 225 Rostomia, 16011 Alger.
Tél.: 213 21 94 12 38, Fax.: 213 21 94 12 38

¹ الـمـلـخـص :
تمثل هذه الدراسة التجريبية تكملة للدراسة التحليلية النظرية المنجزة من قبل البروفيسور عبد الرحمان حاج صالح.
ينقسم هذا العمل إلى قسمين رئيسيين، يعنى القسم الأول منه بتفسير الوظائف الأساسية للجهاز المستعمل وهو جهاز المرسم البياني للفظ AG100. قدمنا في البداية مختصرا إجماليا للمكونات المختلفة التي يتركب منها الجهاز ثم تناولنا بعدها الطريقة المتبناة لأخذ معطيات لفظية (نشاط الأعضاء)، وشروط تشغيل الجهاز وأخيرا تحدثنا عن إجراءات التسجيل.
أما القسم الثاني من البحث فإنه اعتنى بالدراسة اللفظية للحركة والسكون، وبطريقة مفصلة وهذا من خلال النتائج المحصل عليها من الرسم البياني للفظ لهذين المفهومين.
كل التجارب التي قمنا بها كانت على ضوء القواعد والنظريات التي أعدها القدماء العرب المختصون في قواعد الصرف والنحو وعلم الأصوات التي تخص هذه المفاهيم.
لقد سمحت لنا الأصوات التي قمنا بتسجيلها من إنشاء قاعدة معطيات أصوات اللغة العربية باستعمال برنامج Emalyse، الذي يسمح برؤية نشاط أعضاء التصويت أثناء عملية النطق وإمدادنا بالمعلومات الخاصة بوضعية الأعضاء وسرعتها وازدياد سرعتها، إلى جانب متغيرات ومعالم أخرى تحدث أثناء النطق.

¹ الـكـلمات الـدالـة :
الرسم البياني للفظ (AG100)؛ مفهوم الحركة؛ السكون؛ الوضعية؛ السرعة؛ الزيادة في السرعة.

1. عمل جـهاز الـمرسم الـبياني للـفـظ (AG100):
.1.1 عموميات حول جهاز المرسم البياني للفظ (AG100) :
إن دراسة آلية إنتاج الكلمة مسألة ذات أهمية كبيرة ومشكلة تعيق المختصين في إجراء دراساتهم حول الموضوع وهذا في صعوبة رؤية حركات الأعضاء داخل الفم، خاصة اللسان، وأخذ المقاييس المتعلقة بذالك. كل هذه العوائق أدت بالمختصين، في هذا الميدان، إلى تطوير وتصميم جهاز غير مضر بصحة المتكلم، يسمح بجمع كمْ هائل من المعلومات حول وضعية اللسان والفك أثناء النطق ويدعى هذا الجهاز المرسم البياني للفظ AG100 (Articulographe AG100).
ولتحديد سرعة حركات الأعضاء المذكورة سابقا بدقة، وُضعت لذلك مقابض على أعضاء التصويت؛ والمعلومات المستقاة من هذه المقابض معلَنة في وقت حقيقي (Temps réel)على شاشةٍ لكي تسمح للباحث بتحليل الحركات المراد مراقبتها.
يتراوح عدد القنوات في جهاز المرسم البياني من 10 إلى 15 وجهازنا، أي (AG100)، مجهز بخمس (05)قنوات؛ ومن هنا فإن تسجيل المقاييس يكون انطلاقا من النقاط النوعية الثلاث الخاصة بأعضاء النطق، أما بالنسبة للمقبضين الآخرين، فدورهما لا يعدو أن يكون معلما.

.2.1 المكونات المختلفة لـ (AG100)
يتكون المرسم البياني للفظ (AG100) من المكونات الأساسية التالية :
í اُرصوصة مجهزة بثلاث بكرات كهرومغناطيسية متساوية في البعد: الأولى وُضعت على مستوى الجبهة ،الثانية على مستوى الرقبة، الثالثة على مستوى الذقن.
í وحدة رقمية للقياس تحتوي على مقياس خارجي يلعب دور الكاشف (مفكك التشفير) (Démodulateur) وثلاثة مقاييس داخلية وهي على التوالي: المُحوِل الرقمي وراسم الذبذبات والمضخم (مكبر الموجات).
í حاسوب بكل مستلزماته.
í خمسة (05) أقطاب كهربائية مستقبلة (قابضة).

.3.1 طريقة عمل الجهاز :
تقوم البكرات (bobines) الثلاث المتساوية في البعد بإنتاج حقل كهرومغناطيسي متناوب؛ حيث تكون فيه الشدة معتدلة إلى 1/R3 (R هي المسافة الفاصلة بين المُستقبل (القابض) والمرسل (البكرة)). في حالة حركة العضو (تغير القابضات المستقبلة) يصبح الحقل الكهرومغناطيسي غير متجانس مما يسبب تغيرا في المسافة R وهذا يؤدي إلى توليد ثلاثة تيارات تعاقبية على مستوى المقابض والتي تصفى على مستوى الكاشف ليتم تحويلها إلى تيارات مستمرة وهذه الأخيرة تتحول بدورها إلى وحدة القياس؛ حيث تُجرى عليها معالجات وبعدها تظهر النتائج على الشاشة. الشكل رقم (01) يوضح الأجزاء المختلفة التي يتكون منها جهاز الـ AG100.
لكي يعمل جهاز الـ (AG100) يجب تشغيله 24 ساعة أو أكثر قبل استعماله، بهدف بلوغ حرارة مستقرة من أجل تفادي إحراز نتائج خاطئة. تشتمل المرحلة الموالية على قياس النظام، بمعنى ضبط الاتزان ووضعية القوابض المتعلقة بالمرسلات[1,2].
قبل بداية التسجيل حرصنا على وضع لصاق خاص لتثبيت القوابض الخمسة على الأعضاء النطقة.

.4.1 شروط التسجيل :
نظراً للمضايقات غير المرغوب فيها التي تحدثها القوابض واللصاق في الفم، فإن تسجيل المعطيات قد توزع على عدة أيام. المتكلم الذي أجرى التسجيل سنه متوسط ومن جنسٍ أنثوي.
النماذج الثلاثة من المعطيات المسجلة هي المزدوجات التالية : cv ,vc، cv، اُختيرت بعض الكلمات والجمل للدراسة.

2. مـفاهـيم الـحركـة و الـسـكـون :
في هذا القسم من الدراسة حاولنا تفسير مفاهيم الحركة والسكون من وجهة النظر اللفظية انطلاقا من النتائج المستقاة من جهاز الـ (AG100)، مبينين المعالم الثرية لقاعدة المعطيات الصوتية (الأصوات المسجلة) كالوضعية والسرعة وتسريع الأعضاء.

.1.2 تعريف الحركة :
حسب الخليل وسيبويه الحرف صنفان [2] :
í جرس (Le ğars) يمثل الصوت المسموع للحرف.
í الحرف (Le harf) أي الحرف وهو الذي يحدد الحركة، أو القوة الحركية للحرف.
يُعرف المختصون القدماء في اللسانيات الحركة كونها السبب الرئيسي لإنتاج وتكوين الحرف. وهي تلك الحركة الهوائية والعضوية والصوتية التي تسمح بالمرور من حرف إلى آخر؛ كما تعتبر أيضا أنها ذلك الاندفاع الحركي الذي يجعل أصوات اللغة متتابعة؛ وبالأخذ بعين الاعتبار هذه المفاهيم، سنقوم فيما سيأتي من هذه الدراسة بتحليل هذا التعريف جزءا بجزء (الهوائية، العضوية، الصوتية) لتكون كل المعلومات المذكورة أكثر وضوحا.
.1.1.2 الحركة أو النشاط العضوي:
سنقوم في بداية الأمر بتحليل الجانب العضوي للحركة؛ ومن أجل ذلك قمنا بوضع خمسة مقابض؛ اثنان منها ثابتة (وُضع الأول على الأنف والثاني على اللثة) بينما بقيت المقابض الثلاثة الأخرى متحركة :
í الأول على الشفة السفلية.
í الثاني في قمة الحوذة.
í الثالث في مركز اللسان.
عند الانتهاء من هذه العملية قمنا بتسجيل المقطع /da/ ولوحِِظ على الـ (AG100) حركات مختلفة للسان مطابقة لهذا اللفظ. الشكل رقم )2(0 يمثل مسار المقابض؛ في حين أن المنحنيات الستة المبينة في الشكل رقم )3(0 توضح المسارات المتبعة من قبل هذه المقابض في مخططٍ ذي بعدين (بإتباع المحورين الأفقي والعمودي).
الـخـاتــمـة :
قمنا بهذه الدراسة، التي تخص مفهوم الحركة من الناحية اللفظية، بالاعتماد على نظريات العلماء العرب القدماء المختصين في علم النحو والصرف؛ واستعنا في ذلك بجهاز يدعى: المرسم البياني للفظ AG100 والذي أكدنا من خلاله حقيقة ما قاله هؤلاء وما توصلوا إليه.
لقد رأينا من خلال التجارب التي أجريناها بأن الحرف في بداية المقطع دائماً موضوع ومحل نشاط وهو بهذا متبوع بحركة؛ إلا أن هذه الأخيرة، أي الحركة، يمكن أن نجدها بعد الحرف الساكن (الحرف الذي يتموضع في نهاية المقطع).
كما رأينا كذلك أن السكون ما هو إلا حركة لفظية تؤدي إلى تكملة الكلام عن طريق الصمت.


ترجم من طرف :
شركة كليك لخدمات الحاسوب

E الـمـراجـع البـيـبيليوغـرافـية :

1. P .HOOLE, (Methodological Considerations in the Use of Electromagnetic Articulography in Phonetic Research),Proceedings of the ACCOR Workshop in Electromagnetic Articulography in phoneyic Research,31,ISSN0342,782X,Institut fur Phonetik und Sprachliche Kommunikation der Universitat Munchen,1993.
2. P.Hoole (Issues in the acquisition ,processing reduction and parameterization of articulogrphic data,(munich ,
http://www.uni.muenchen.de.A.Hadj,Salah, (la notion de syllable et la théorie cinético ,impulsionnelle des phonéticiens arabe,) AL,Lisaniyyat Revue Algérienne de Linguistique ,VOL .1,N,1, Institut de Linguistique et de Phonétique,Université d’Alger,1971.ا

نظام الترجمة متعدد اللغات MLTS الناقل العربي البرنامج الأول للترجمة الآلية متعدد اللغات عربي – فرنسي – إنجليزي

م. عـزالـديـن، CIMOS، فرنسا.
قامت شركة CIMOS منذ تأسيسها بدمج نشاطاتها المتعلقة بالترجمة التقليدية وذلك بتطوير برامج متعددة اللغات. كانت الترجمة تنجز بطريقة يدوية، من العربية إلى اللغات الأوروبية الحية والعكس، من طرف مترجمين ذوي تكوين في الإعلام الآلي. أما فيما يخص برامج الترجمة فقد كانت تُطور من قبل مهندسين ذوي مؤهلات لغوية معتبرة ويقوم لغويون محترفون بمساعدتهم في ذلك. تحوي هذه البرامج على مسارات شاملة تأخذ بعين الاعتبار التحليل الصرفي والنحوي والدلالي لفهم نص المصدر قبل ترجمته.
فخلال السنوات الماضية كان زبائننا يقدمون لمترجمينا وثائق مهمة تتمثل في كتب الصيانة وأدلة المستعملين. وأمام الطلبات المتزايدة قررنا تألية ومكننة مسار نشاط الترجمة لاحتياجاتنا أولا واحتياجات زبائننا ثانيا، فعمدنا بذلك إلى إنشاء دائرة "الفهم الآلي للنصوص وأدوات المساعدة في الترجمة" على مستوى المؤسسة لغرض مساعدة المترجمين في عملهم وتطوير مسار نشاط الترجمة التقليدية إلى نظام الترجمة الآلية. للإشارة فإن تصميم وتشغيل هذه البرامج يقوم على نظريات القواعد اللغوية واللسانية.
لقد تم تطوير نظام الترجمة الآلية متعدد اللغات MLTS في دائرة الفهم الآلي للنصوص بالشركة والتي قامت منذ حوالي خمسة عشر سنة بجمع مصادر معجمية متنوعة (قائمة يتم تحديثها باستمرار) وهي بمثابة أداة مساعدة للمترجمين وقاعدة بيانات لبرامج الترجمة الآلية. ومنذ ذلك الحين قامت شركةCIMOS بإنجاز وتطوير مجموعة من البرامج في مجال الترجمة الآلية؛ نذكر على سبيل المثال: الناقل العربي الذي يتوفر في طبعات متعددة إنجليزي- عربي /عربي - إنجليزي، فرنسي - عربي/ عربي - فرنسي (الطبعة 3.0 في نهاية 2002).

¹ عـرض الـبرنـامــج :
قام بتطوير نظام الترجمة الآلية متعدد اللغات مجموعة من اللغويين والمهندسين ذوي خبرة عالية ومترجمين محترفين؛ فهو نظام خاص بالترجمة الآلية صُمم أساسا لمساعدة المترجمين وليس لتعويضهم في أداء وظيفتهم، فهو بإمكانه إعطاء محاولة أولية لترجمة مفهومة ومقبولة، كما يقوم بترجمة النصوص من مختلف الميادين (التجارة، الاقتصاد والمال، الإعلام لآلي...) بالاعتماد على معاجم لغوية متخصصة وعامة.
يعمل نظام الترجمة الآلية متعدد اللغات (MLTS) على خمسة مستويات مختلفة وهي :
í مستوى قاعدة النصوص المترجمة.
í مستوى التحليل الصرفي.
í مستوى التحليل النحوي.
í مستوى التحليل الدلالي.
í مستوى التحويلات (اللغة الرئيسية).
يقوم بتنسيق مقترحات قاعدة النصوص المترجمة وموضوع الترجمة بالتحويلات. فهو يعتمد على الوحدات الدلالية وعلى التمثيل الداخلي لمفاهيم اللغة.
µ مستوى قاعدة النصوص المترجمة :
عند البدء في عملية الترجمة يقوم البرنامج بالبحث أولا في قاعدة النصوص المترجمة على جملة مشابهة للجملة المراد ترجمتها ثم يبدأ بعدها باستعمال تقنيات الرص والتصفيف والفرز التقريبي (Fuzzy matching)، فإذا كانت نسبة المقاربة 100 % فهي مساواة بين سلسلتين من الحروف، أما إذا كانت النسبة أدنى من ذلك فهي جملة باختلافات طفيفة (تحتاج إلى تغيير مواقع الأسماء والأفعال والصفات أكثر منه إعراب أفعال...).
ففي هذا الصدد تقترح قاعدة النصوص المترجمة جمل تبادلية متقاربة ومتطابقة (Fuzzy matching)، حيث أنه بإمكان البرنامج القيام بتغييرات وتبديلات لأجزاء مختلفة من الجملة أو العبارة (مثل الأرقام، أسماء الأعلام) وحتى بتغيير وتحوير أجزاء مختلفة إن تطلب الأمر ذلك؛ وبهذا تصبح نتائج الترجمة الآلية حقلا كامنا عن طريقه يمكن تغذية قاعدة النصوص المترجمة، ولكن من شأن هذه الطريقة إعياء القاعدة بصفة سريعة وإطالة مدة البحث؛ ولهذا فإننا مطالبون بتطوير طرق جديدة للتصفيف والترتيب والفرز والضغط.
فعلى سبيل المثال عند ترجمة الجملة الإنجليزية "To give something to somebody"؛ علينا معرفة القيام بالتغييرات والتبديلات المناسبة حسب موضوع الحال.
أمـــثلة :
í تكتب البنت الرسالة The girl writes the letter
í يكتب الصحفي المشهور المقال The famous journalist writes the article
í عند الرجل كتاب The man has a book
í عند الرجل كتاب جيد The man has a good book
تصنف الكلمتان "the girl" و "Journalist" في نفس المجموعة، نفس الشيء مع الكلمتين "letter" و"Article"، ولهذا فإنه على مستوى قاعدة النصوص المترجمة تكون الجملتان متقاربتين ومخزنتين على شكل واحد.
µ مستوى التحليل الصرفي :
يقوم البرنامج بتحليل كل كلمة من الجملة على حدا لكي يستخلص سماتها الصرفية والنحوية (الإعراب، الجنس، العدد....). ثم يعمد إلى وضع مختلف الفرضيات على الشكل التالي:
í وضع الأسماء على الشكل المثنى.
í وضع الأفعال على صيغة المصدر.
í وضع الصفات على شكل المذكر المفرد.
í وضع الاصطلاحات التعبيرية الخاصة بثقافة معينة على الصيغة المصدرية مصرفة مع ضمير المخاطب الغائب ثم يقوم بعدها بالبحث على السلسلة الأكثر طولا بالمقارنة مع العناصر المخزنة في المجموعة المعجمية التالية :
é معجم عام يحتوي على الكلمات المألوفة.
é معجم المصطلحات يحتوي على اصطلاحات تعبيرية خاصة بثقافة اللغة المترجم إليها.
é معجم متخصص يحتوي على كلمات خاصة بميدان معين.
é معجم المستخدم يحتوي على الكلمات المضافة والمعدلة من قبل المستعملين.
و بهذا يوضع عنصر من العناصر المكونة للجملة في مجموعة لغوية "كلمات بسيطة" أو "كلمات مركبة" أو "اصطلاحات تعبيرية".
مــثال:
لتكن الجملة التالية من القرآن الكريم: "فسيكفيكهم الله".
فالبرنامج يقوم بتفكيكها في المرحلة الأولى إلى الشكل التالي: الله+هم+ك+سيكفي+ف، ثم ينتقل إلى تفكيك ثانٍٍٍ تتحصل من خلاله على الشكل التالي: الله+هم+ك+ي+س+ف.
في بعض الأحيان يمكن أن يكون لنفس الكلمة احتمالات عديدة بمجموعات مختلفة؛ فهذا النوع من الغموض كثيرا ما نصادفه، إلا أن هناك إجراءات من شأنها رفعه وإزالته. فكثيرا ما تكتب اللغة العربية بدون استعمال التشكيل كالهمزة والشدة؛ الشيء الذي يخلق صعوبات معتبرة في فهم المفردات.
í فكلمة "علم" يمكن أن تعني:. عُلِمَ، عَلَمٌ، عَلَّمَ، عِلْم، عَلِمَ.
í وكلمة "فهم" يمكن أن تعني:. فَهِمَ، فَهْم، فَهَمَّ، فَهُمْ، فَهَّمَ
í وكلمة "دين" يمكن أن تعني: دَيْنٌ، دِيْنٌ.
í ولإزالة الغموض على هذه الكلمات نقوم بتشكيلها.
í نفس الشيء مع كلمة "كل" يمكن أن تعني كَلَّ، كُلْ، كُلَّ فعند إضافة الشدة يمكن التفريق بينها.
í وكذا مع الكلمة "سال" التي يمكن أن تعني سَأَلَ، سَالَ فللتفريق بينها تضاف إليها الهمزة.
µ مستوى التحليل النحوي :
في هذا المستوى يحلل البرنامج بنية الجملة لمعرفة المجموعة النحوية لمختلف العناصر المكونة لها، ثم يقوم بعد ذلك بالتأكد من أن البنية المتحصل عليها مطابقة للقواعد النحوية للغة المترجم إليها. يقوم البرنامج بعدها بتحليل كل مجموعات العناصر التي تتركب منها الجملة كالفعل والاسم والمفعول فيه ومختلف الأدوات الإعرابية كأدوات الجر والجزم والعطف والأسماء المجرورة وأسماء الصلة والموصول الخ ... ؛ فهو بهذا الإجراء يحدد مختلف وحدات التعبير في الجملة ويقوم بوضع روابط دلالية بين مختلف هذه التراكيب والمجموعات.
يُحدد التحليل النحوي ابتداء من العناصر التي تم وضعها في المجموعات المكونة للجملة كالفعل والاسم والمفعول به وأدوات الجر والأسماء المجرورة ومختلف الأدوات (إلاّ، إنَّ،....).
إن تحديد الفاعل من شأنه خلق صعوبات، الأمر الذي يقودنا إلى تكرار العملية مرات عديدة. فالإشكال الكبير الذي يستوجب حلا فعالا هو فك الترابط الموجود بين مختلف العناصر المكونة للتعبير أو الجملة لفهم مدلولها؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الضمائر التي يجب أن تتوافق مع الأسماء التي تكون محلها وهذا حتى في الجمل التابعة للجملة الأصلية، كجمل الصلة والموصول.
مـــثال:
قَدَّمَت زينب هديّة قيِّمَة لِصديقتها ففرحت بـِهَا كثيرا*
فالضمير المتصل (ها) المسبوق بأداة الجر (بـ) تأتي محل كلمة (الهدية) في الجملة الأولى وهنا نلاحظ الارتباط بين الجملة الأولى والجملة اللاحقة حيث يتواجد فيها الضمير. فالغموض كثيرا ما يكون تتابعي مما ينعكس سلبا على المعنى الدلالي للجملة.
مـــثال:
قاعدة البيانات النحوية* فكلمة (النحوية) غير المشكلة من شأنها أن تحدث نوعا من الغموض في معنى الجملة؛ فهي بهذا الشكل (أي بدون تشكيل) يمكن أن تعود إلى (القاعدة) ولكن عند تشكيلها وإضافة الكسرة في آخرها يتبين محلها من الإعراب وتصبح مضافة بالجر إلى (البيانات).
í قَاعِدَةُ البياناتِ النَّحَوِيَّةِ.
í قَاعِدَةُ البيانَاتِ النَّحَوِيَّةُ.
µ مستوى التحليل الدلالي :
تُولي الكثير من برمجيات وأنظمة الترجمة الآلية اهتماما خاصا للتحليل الصرفي والنحوي للجمل المراد ترجمتها دون التحليل الدلالي الذي كان من آخر الأمور التي يفكر فيه، ولكن لأهميته البالغة في عملية الترجمة، بدأ في الآونة الأخيرة يأخذ حيزا من الاهتمام. وبغرض سد هذه الفجوة، أي في مجال التحليل الدلالي، قمنا بتطوير نظام "الناقل العربي" البرنامج الأول من نوعه الذي يتيح حلولا مناسبة للمشاكل والعوائق المتعلقة بالتحليل الدلالي.
تعتبر الجملة، كما هو معروف، مجموعة من الكلمات المعبرة عن فكرة ما وتحمل معنىً كاملاً، سواء تكونت من جملة واحدة أم من مجموعة من الجمل الثانوية؛ حيث يمكنها أن تكون رئيسية أو ثانوية أو مستقلة، أي جملة الصلة أو جملة الموصول والعامل المشترك بينها هو ارتباطها بفعل واحد. فأثناء عملية الترجمة يقوم البرنامج بتحديد الطبيعة والوظيفة النحوية لكل العناصر المكونة للجملة وكذا وظيفة الجمل المشكلة لها ثم يعاد تنظيم الوظائف النحوية حسب المدلول اللغوي: المسند والمسند إليه... أما عن المفردات متعددة المعاني فيتم تثبيت معناها وفقا لمضمون النص الذي يحتويها.
فلنأخذ على سبيل المثال المفردتين "سَلَّمَ" و"أعْطى"؛ حيث أن معناهما يتغير بحسب الأدوات المستعملة معها سواء الظرفية أم الجزم أم الجر ووضعيتها داخل الجملة.
سَلَّمَ على = salute s.o
سَلَّمَ بِـ = admit .s.th
سَلَّمَ أَمْرُهُ إلى = etc commit one's cause to ....
أَعْطَى فلاناً الشَّيءَ = give s.th. to s.o.
أَعْطَى دُرُوسا = give lessons
أَعْطَى لَهُ اْلكَِلِِِِِِمَة = s.o to speak allow
أَعْطى مَثَلاً = set an example
فهذا التحليل يأخذ بعين الاعتبار القواعد اللغوية والمفردات متعددة المعاني، أما فيما يخص التعبيرات الاصطلاحية الخاصة بثقافة معينة، كالتعبير الآتي:
"ذَهَبوا جَذَعَ مَذَعَ"
"وَقَعَ في حِيصَ بِيصَ"
فإنه من شأنه خلق نوعين من المشكلات :
í الأول يخص تحديد التعبير الاصطلاحي؛ لأن معناها يمثل وحدة موضوعية واحدة على الرغم من أنها متكونة من مفردات عديدة.
í الثاني هو فيما يخص معنى التعبير الاصطلاحي؛ فكلمة "حيص" مثلا تحمل معنيين؛ الأول ظاهر والثاني مجازي؛ في هذه الحالة يقوم برنامج الناقل العربي على تضييق بداية ونهاية التعبير الاصطلاحي ثم يختار المعنى الاصطلاحي الخاص بثقافة اللغة المترجم إليها.
µ مستوى التحويلات :
جملة التحويل مركبة من وظيفتين : التحويل النحوي والتحويل البنيوي؛ فكل جملة ممثلة بشجرة والتي ستحول بدورها إلى اللغة المترجم إليها (لغة الهدف)؛ وتلعب الوظيفة الأخيرة أهمية كبيرة، خاصة في اللغة الإنجليزية، حيث يكون موقع الفعل دائما بعد الفاعل.
مـــثال:
اللَّوحةَ الفنَّانُ رَسَمَ - The artist drew the painting
وأن الفعل المساعد (to be) مستعمل لإعراب الجمل الاسمية.
مـــثال:
ِللْمِِِعْرِِفةِ مُتَعَطِّشٌ دائماً الرَّجُلُ - The man is always thirsting for knowledge
µ مسـتوى التولـيد :
تعتبر مرحلة التوليد عند عملية الترجمة مرحلة متناسقة ومطابقة لمرحلة التحليل؛ فعمليات التحليل الصرفية والنحوية والدلالية تجرى بطريقة عكسية؛ لأن البنية النحوية لمجملة نص المصدر تكون ممثلة بشجرة وكل شجرة في اللغة المصدر تقابلها شجرة من اللغة الهدف، ثم بعد ذلك يقوم البرنامج بالتحويلات الصرفية والنحوية والتي تجرى بالتوازي؛ إلا أن الحدود الفاصلة بين المرحلتين السابقتين تبقى متمايزة؛ وفي هذا الخضم يعمل البرنامج على وضع الروابط النحوية (بتغيير مواقع ومواضع المفردات) والروابط الصرفية للأفعال (الإعراب) وبالتالي يكون التوليد الصرفي.

¹ طريــقة العمــل :
يعمل نظام الترجمة الآلية متعدد اللغات على شكل mode bath أو على الخط المباشر (الترجمة التفاعلية).
í mode bath : يخزن النص المترجم في ملف مستقل عن ملف الملف الأصلي.
í أما على الخط المباشر فإن النص المصدر ُيترجم جملة جملة ونتيجة الترجمة توضع في نافذة مستقلة تسمى "نص الهدف" توضع بدورها إلى جانب أو أسفل النص المصدر. هنا يتدخل المترجم لمراجعة الترجمة المقترحة من قبل البرنامج باستعمال فأرة الحاسوب فقط. تصنف الكلمات والمفردات غير المعروفة في لائحة داخل ملف على حدة، حيث يتم استخدامه من قبل المستعملين في تحيين وتحديث معجم المستعملين.
يعالج نظام الترجمة الآلية متعدد اللغات حوالي 90.000 كلمة في الساعة ويوفر ترجمة مفهومة ودقيقة، إلا أن الترجمة في الميدان اللغوي أبعد من أن تكون مرضية 100% ولكنها على قدر من الوضوح والقبول، تحتاج فقط إلى بعض التحسينات والتعديلات أثناء مرحلة المراجعة.
لقد سمح استعمال المحللين الصرفيين واللغويين في اللغتين الإنجليزية والفرنسية من تطوير برنامج آلي للترجمة متعدد اللغات يوفر ترجمة أولية تحتاج فقط إلى مرحلة مراجعة ما بعد النشر. لا يبقى إلا حل المشكل على المستوى النحوي والدلالي. وللوقوف على هذه السلبيات تم إعداد مقاربة جديدة ذات خصائص وميزات، حيث سيتم تطبيقها عاجلا.
يستعمل البرنامج خمسة معاجم على المرة و هي :
í المعجم العام (يحوي حوالي 100.000 مدخلا قاعديا) ينبثق منها أكثر من 5.000.000 كلمة.
í معجم الأفعال العربية (يحوي حوالي 17.000 مدخلا).
í المعاجم المتخصصة (الإعلام الآلي، الطب، اقتصاد ومالية، تجارة، طيران، ...).
í معجم الاصطلاحات التعبيرية (يحوي حوالي 3.000 مدخلا).
í معجم المستخدمين (الذي يضم كلمات ومفردات مضافة من قبل المستعملين أنفسهم).
الشـكل العـام
í حاسوب شخصي بانتيوم.
í الطبعة العربية: وينداوز 98 ، 2000، XP، أو وينداوز NT.
í 128 ميغا اوكتي للذاكرة.
í 150 إلى 200 ميغا اوكتي في القرص الصلب.
î Ordinateur individuel Pentium.
î Version arabe: Windows 98, 2000, XP, ou Windows NT.
î 128 Mo de RAM.
î 150 à 200 Mo de disque dur.

¹ الخاتــمة
لقد انصب اهتمام واختصاص شركةCIMOS منذ إنشائها في هندسة أدوات التعريب والبرمجة؛ ذلك أن التعريب يمثل خيارا حيويا للبلدان العربية، كما أنه يغطي مجالات نشاط متعددة يجمع بين الترجمة والتكيف التكنولوجي. في البداية تم انجاز وتطوير برنامج الترجمة "الناقل العربي" وهو اليوم حقيقة ملموسة بعدما كان حلما؛ وهو برنامج مساعد في الترجمة، يوفر على المترجمين جهودا كبيرة ويساعدهم في أداء مهامهم اليومية في ميدان الترجمة. ذلك أنه من المؤكد أن كل محترف وكل ممارس يستخدم أدوات عصره؛ فالمهندس يستعمل الحاسوب لإجراء حساباته ورسم مخططاته والقيام باختباراته؛ فاستعمال الحاسوب من شأنه الرفع من مردود ونوعية العمل المراد القيام به.
إن استعمال الأدوات الآلية للمساعدة في عملية الترجمة لا يمكن إلا أن يزيد من نوعية الأعمال المترجمة؛ فالناقل العربي عبارة عن جهاز وأداة مساعدة للمترجم وفي عصر الانترنيت والاتصالات لا يمكن، بأي حال من الأحوال، تجاهل أداة عمل فعالة كالحاسوب لأن استعماله في ميدان الترجمة يعتبر أكثر من ضرورة.
كما تحتاج الترجمة كذلك إلى مصطلحات جديدة لإعداد المعاجم، وتزدهر أكثر عندما يكون المصطلح المعبر عن المفهوم مستعملا بصفة واسعة في المصنع والمخبر والبيت والشارع، كما أن ترجمة الكتب المتخصصة والمقالات التقنية والعلمية من شأنه أن يساهم في بث ونشر المصطلحات الجديدة وشيوع استعمالها اليومي؛ لذا وجب أن يكون اتصال دائم بين الباحث المنتج والمترجم والمختص في علم المصطلحات؛ ذلك أن التجربة بينت، من خلال استقراء تاريخ الإنسانية، خاصة خلال الحضارة العربية الإسلامية في الفترة العباسية خلال حكم الخليفة المأمون عند إنشائه لبيت الحكمة، كيف أن الترجمة لعبت دورا مهما في الازدهار الحضاري للأمم. ولنا في الدول المتقدمة (الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان) خير دليل، حيث تنفق أموالا طائلة في عملية الترجمة، كما أن التجارب القديمة والحديثة تمثل خير قدوة للبلدان العربية خاصة في الميدان التقني والعلمي للقرن الواحد والعشرين.
ترجم من طرف :
شركة كليك لخدمات الحاسوب

بنية نظام المساعدة في التعليم "تطبيق على تعليم علم الصرف في اللغة العربية"

الـعـيد بـوزيـدي
أسـتاذ جـامـعي
IAE – Université Jean Moulin – Lyon 3
6, Cours Albert Thomas BP 8242
69355 Lyon Cedex 08
Tél : (00).33.4.78.78.73 ou 76.40
Fax : (00).33.4.78.78.72.74
bouzidi@univ-lyon3.fr E.mail :
الـمـسـتـخـلص :
نهدف من خلال هذه المداخلة إلى تحقيق غايتين أساسيتين، تتمثل الأولى في تقديم مقاربة منهجية لتصميم نظام معلومات والذي سيتم تطبيقه في مرحلة ثانية على نشاط التعليم بصفة عامة، ثم محاولة تطبيقه في تعليم علم الصرف في اللغة العربية بصفة خاصة.
تقوم هذه المنهجية على ثلاثة أبعاد رئيسية تتمثل أساسا في:
- البعد البشري: الذي يرتكز بالأساس على عامل الإنسان، سواء من وجهة نظر المستعمل وممارساته أم من وجهة نظر الخبير أم مصمم النظام.
- البعد التقني: والذي يرتكز على عامل الآلة من حيث الفعالية وكذا العوائق التقنية التي تفرضها.
- بعد المحيط/أو بعد إطار العمل : وهو البعد الخاص بمجال الاستعمال، الذي يرتبط بمجال النشاط ومنطق الحال؛ حيث يسمح بتكييف الحلول مع الإطار الزمني والاجتماعي والاقتصادي الذي ينشط فيه.
وتهدف هذه المقاربة المنهجية إلى تمكين المعامل البشري، في إطار نشاطه كعامل، من تقاسم المعارف والمعلومات التي يحتاج إليها في فهم وحل المشكلات التي تعترضه في إطار محدد، ونقصد هنا ميدان التعليم.
إن مباشرة العمل بهذه المنهجية في مجال تعليم علم الصرف في اللغة العربية يحتاج إلى تنظيم وهيكلة المواد والمواضيع اللغوية التي تمثل الأساس الذي يقوم عليه علم الصرف في اللغة العربية. هذه المواضيع والمواد اللغوية واللسانية التي يطلق عليها كذلك النماذج اللغوية، يتم استغلالها عن طريق نظام المساعدة في التعليم الذي يرتكز على المنهجية المذكورة آنفا والذي يتكون من مفردات وإجراءات التحليل وتركيب كلمات اللغة، حيث يسمح بمساعدة المعلم والمتعلم في آن واحد؛ من بين الميزات الرئيسية لهذا النظام هي إستعماله لطريقة تحليل للأخطاء قائمة على استغلال هيكلة (بنية) شبكية. طريقة تحليل الأخطاء هذه، تمثل العنصر المحوري لنظام المساعدة في التعليم.
يتخلل المقال عدة رسوم بيانية موضحة للمنهجية المعتمدة؛ منها الرسم الذي يبين منهجية التصميم التي تم اعتمادها، ورسم ثاني يوضح كيفية تكييف التصميم في محيط التعليم، ورسم ثالث يلخص ميدان تطبيقها في نظام المساعدة في التعليم لعلم الصرف في اللغة العربية؛ وبهذا فإن المقال سيتناول كل المفاهيم التي تمثل أساس منهجية التصميم والتي يمكن نعتها (وصفها) بالمنهجية ثلاثية الأبعاد.

¹ الـكـلـمات الـدالـة :
منهجية تصميم نظام المعلومات؛ التعليم؛ نظام المساعدة في التعليم؛ علم الصرف في اللغة العربية.

1. تـقديـم عـام لـمـنـهجية الـتـصـميم [Bouzidi 2001 c] :
تمكننا منهجية التصميم التي اعتمدناها في وصف النشاط بهدف تحديد :
- مجال تدخل التكنولوجيا وطريقة إدماجها.
- مشاركة العنصر البشري ودوره في النشاط.
- التداخل بين هذين المركبين.
فمنهجية التصميم المقترحة ليست من قبيل التصميم الخطي الذي لا يمكن إخضاعه للنقاش والنقد؛ بل يمكن ذلك إن على مستوى تحليل النشاط أو المصادقة على الأنماط والنماذج المستعملة لتمثيلها وكذا ابتكار واجهات بين مختلف الأبعاد. يمثل عائد الخبرة عنصرا أساسيا يسمح بتحسين المنهجية المقترحة على مستوى المفاهيم والجانب العملي لها.
ومن الخصائص الرئيسية لهذه المنهجية نذكر:
- بعد النشاط أو الإطار : يعتمد على مستويات عدة تنظيمية، وظيفية، إطار العلاقات، هيكلية وزمنية.
- البعد البشري : يستحضر هذا البعد في كل زمان ومكان خلال كل المراحل المقترحة في المنهجية والتي يتم بناؤها حسب المراحل التالية:
- تحديد العناصر البشرية.
- التعريف بملامحهم.
- تحديد وتحليل الاحتياجات من المعلومات لمختلف العناصر.
- تحديد توقعاتهم فيما يخص الشكل والتقديم لطلبات المستعملين.
- البعد التقني : يمثل البعد التقني الدعامة التكنولوجية التي يجب دمجها في النشاط بصفة كاملة، كما أن من شانه أن يفرض تحليلا للأدوات الموجودة من زوايا مختلفة: تقنية، وظيفية، تنظيمية، عملية. يوضح الشكل رقم (01) الأبعاد الثلاثة مع مختلف مستوياتها والعلاقات بينها.

2. تـكـيـيف الـمـنـهـجـية مـع نـشاط الـتـعـلم :
ترتكز بنية النظام المساعد للتعلم على المنهجية التي تم تقديمها سابقا مع أبعادها الثلاثة :
- بعد الإطار أو النشاط الممثل بعملية تعليم علم الصرف في اللغة العربية والمُعَرف على هيئة نمط أو نموذج لغوي وظيفته تحديد المفاهيم اللغوية واللسانية الأساسية وكذا إجراءات التركيب الخاصة باللغة وكذا طرق التعليم والتعلم.
- البعد البشري الممثل بالعناصر التالية: المتعلم، المعلم أو المكون البداغوجي، الخبير اللغوي.
- البعد التقني الممثل بأدوات ووسائل العرض والتطوير الآلي المستعملة في ميدان المعالجة الآلية للغة.
يوضح الشكل رقم (02) كيفية تكييف المنهجية على النشاط التعليمي، أما الشكل رقم (03) فإنه يبين الارتباطات وعلاقات التداخل الموجودة بين الأبعاد الثلاثة ضمن إطار التعلم.

¹ أهداف بنية النظام المقترح :
يعتمد النظام الذي قمنا بتطويره على استغلال النموذج اللغوي، حيث يعمل على طريقة التقليد؛ وقد كان الهدف المتوخى من النظام هو التحكم في المفاهيم الخاصة بقواعد الصرف وعلى قدر من الإمكان على تلك الإمكانات التي يتيحها النموذج اللغوي، كما يعتمد كذلك على التحكم في القواعد النحوية الرئيسية للغة العربية.
يمثل كل من المعلم والنظام والمتعلم العناصر الأساسية التي تتدخل في استغلال النظام الذي قمنا باقتراحه؛ حيث يتدخل المعلم في مرحلة إعداد وتحديد شكل التمارين ويكون عمل النظام في مرحلتين متوازيتين؛ في إحداها يقوم بتوليد الأجوبة بطريقة آلية، حيث تكون بمثابة الشكل العام لأجوبة النظام، أما في المرحلة الأخرى فإنه يعمد إلى التحليل الآلي لأجوبة المتعلم وتحديد الأخطاء وتحليلها ثم توجيهه وفي مرحلة تالية يتدخل المعلم، حيث يقوم باقتراح أجوبة والتي ستكون بدورها بمثابة الشكل النهائي لأجوبة المتعلم.
تتمثل خصائص هذا النظام في :
- يتم استغلال النموذج اللغوي بفحص الفروض الصرفية وبدرجة أقل القواعد النحوية، تسمح هذه العملية بتوليد شكل الأجوبة طبقا لمؤشرات المعلم (المكون) وتوليد آلي للأسئلة طبقا لاحتياجات المتعلم في حالة التكوين الذاتي، هذا من جهة ومن جهة أخرى يسمح بتحليل أجوبة المتعلمين وتوجيههم طبقا للأخطاء التي ارتكبوها.
- يتمتع المتعلم بحرية كاملة، إن على مستوى أسلوب التفكير أو على مستوى تشكيل وإعداد الإجابات؛ فالمتعلم ليس مجبورا على اتباع نفس طرق التفكير التي يقترحها نظام المساعدة الآلية في التعليمEAO وترجمة فروض النموذج اللغوي، ويتوقف هذا على رغبة المتعلم في ذلك؛ فالأداة المقترحة من قبل النظام هي من قبيل المساعدة في التعليم وليس إستراتيجية يُعتمد عليها في عملية التعليم.
- إمكانية استعمال النظام، إما بالشكل التقليدي (مكون/متعلم) أو بالشكل الذي يسمح بالتعليم الذاتي، وهذا ما يفرض وجود أدلة مساعدة من شأنها تمكين المستعملين من الاستغلال الأمثل للنظام وذلك بشرح مفاهيم النموذج اللغوي.
- إرشاد النظام الآلي المساعد في التعليم إلى أدلة تكميلية في عملية التكوين؛ ففي حالة التدريس التقليدي ًيوجه في بداية الأمر نحو المصادقة على مضمون الدروس والمفاهيم الأساسية المحتواة فيها عن طريق استغلال الشكل العام للتمارين المعدة من قبل المعلم. أما في حالة التعليم الذاتي فإنه يتم الاعتماد على الشكل المولد أو المقترح من قبل النظام طبقا لاحتياجات ومتطلبات المستعملين.
إن تصميم النظام خاضع بالدرجة الأولى إلى نوع الجمهور المستهدف. ففي دراسة أولية قمنا باستهداف عينة من الجمهور الذي يتحكم في اللغة الفرنسية كتابة، كما أن له نوعا من المعرفة في قواعد الصرف في اللغة العربية بخاصة ومعرفة عامة باللغة العربية من حيث الحروف الهجائية وكيفية الكتابة، ولكننا تأكدنا عند تشغيلنا للنظام أن مشكل تحديد مواصفات الجمهور المناسب بعيد المنال.
فمن خلال عينات الجمهور المختلفة والمستهدفة بهذه الدراسة والمتكونة من طلبة اللغة العربية كلغة أجنبية أو عرب مهاجرون يتكلمون اللغة الفرنسية أو عمال يزاولون التعليم المستمر في إطار تعلم اللغة العربية، تأكدنا أن الحاجة إلى تعلم ولو المستوى الأول في اللغة العربية، والذي يقضي بالتحكم في قواعد الصرف، أمر ضروري إلا أن هذا يقتضي كذلك اكتساب مستويات أخرى من اللغة كعلم النحو وعلم دلالات الألفاظ.
يتحكم في توجيه النظام نحو نوع معين من الجمهور عدة عوامل أهمها سهولة الاستعمال ووجود أدلة للإرشاد والتوجيه (عروض موجزة لشرح كيفية عمل النظام، لغة تشغيل النظام فرنسي/عربي…) وكذا المستوى الثقافي والاجتماعي للمتعلمين.
3. نـظام مساعـد في الـتعليم قـائم عـلى تـحليل الأخـطاء :
يرتكز النظام الذي تم تطويره على منهجية تصميم ثلاثية الأبعاد والتي تم التطرق إليها في الصفحات السابقة. نقوم الآن بتقديم النظام، محاولين إسقاط الأبعاد الثلاثة على نشاط التعليم.
- بعد الإطار: وفيه يتم وصف النشاط في إطار المساعدة في التعليم في مرحلتين وهما :
- مرحلة التهيئة وإعداد الأشكال والأوعية
المستوى الأول: إعداد دروس المعلم.
المستوى الثاني: التوليد الآلي لأجوبة النظام.
المستوى الثالث: التسجيل والمصادقة على أشكال وصيغ إجابات المتعلمين.
- مرحلة التحديد والتحليل والتوجيه
المستوى الأول: تعيين وتحديد الأخطاء.
المستوى الثاني: تحليل الأخطاء.
المستوى الثالث: التوجيه والتقييم.
البعد البشري: ويمثل بالعناصر التالية:
- المعلم- المكون.
- المتعلم.
- الخبير اللغوي (اللساني) وهو غالبا ما يكون هو نفسه المعلم، ودوره يكمن في المصادقة على النماذج الصرفية المستعملة.
- الخبير في الإعلام الآلي بصفته المصمم والمهندس، يكمن دوره في المصادقة على هيكلة البيانات الثابتة والمتغيرة واستغلال القواعد الصرفية والتركيبية اللفظية.
- الخبير البداغوجي وهو نفسه المكون، حيث يتدخل قي تقييم الأثر على المتعلم ومدى استيعابه وفهمه وذلك بتحديد وتقييم أشكال وصيغ ومضامين عبارات الإدخال المتغيرة للمعلم والمتعلم على حد السواء.
- يقوم النظام بتوليد آلي للإجابات باستغلال أشكال وصيغ الأسئلة والنموذج اللغوي.
البعد التقني: وهو البعد الممثل بنظام الإعلام الآلي، مكون من أدوات التطوير التالية:
- عرض المفردات باستعمال قواعد بيانات ترابطية.
- عرض إجراءات تحليل الكلمات وتراكيب الكلمات واستغلال المفردات وتحليل الأخطاء باستعمال لغة PROLOG..
- تطوير واجهة تسمح بإدخال البيانات المتغيرة (صيغ إجابات المكون وصيغ إجابات المتعلم...) وكذا البيانات الثابتة (تحديث المفردات).

4. الـنـموذج اللـغـوي (اللـسانـي) :
¹ النموذج الصرفي المستعمل من قبل النظام :
وهو عبارة عن نموذج لغوي مطور ابتداء من قبل مجموعة (SAMIA) (التركيب والتحليل الآلي لقواعد الصرف في اللغة العربية). فالمواضيع والمواد اللغوية المشكلة لهذا النموذج ممثلة بمفردات على شكل قاعدة بيانات ومجموعة من القواعد على هيئة إجراءات.
سأقوم الآن بتلخيص المواضيع المكونة للنموذج اللغوي، آخذا بعين الاعتبار مجال الاستعمال والمصادقة واكتساب المعارف في محيط التعلم، حيث أن التفريق بين القضايا المتعلقة بأشكال البناء الصرفي للكلمات ومفاهيم الاشتقاق وتصنيف الوحدات والجمل الصرفية وكذا السمات والعلامات الصرفية المهمة في تطوير ودراسة علم الصرف في اللغة العربية في مجالنا من شأنه أن يسهل فهم النموذج.

¹ المفاهيم الأساسية للنموذج الصرفي :
[Hassouna, 1987], [Abu – Al – Chay, 1988],[Bouzidi, 1989]
المفردات : إن مختلف المفاهيم الأساسية الخاصة بالنموذج الصرفي ممثلة على شكل قاعدة بيانات ترابطية [Hassouna, 1987 [Bouzidi, 1989]
الجذر (رقم الجذر، الشكل البياني للجذر، نوع الجذر).
القاعدة (رقم القاعدة، الشكل البياني غير الصوتي، الشكل البياني الصوتي، رقم الواصفة ب).
البادئة (رقم البادئة، الشكل البياني غير الصوتي، الشكل البياني الصوتي، صف البادئة، رقم الواصفة ب).
P القاعدة (رقم P القاعدة، الشكل البياني الصوتي، الشكل البياني غير الصوتي، الوضعية، رقم الصف).
التجانس (رقم P القاعدة1، رقم P القاعدة 2 ).
المقياس (رقم المقياس، الفعل التام، فعل غير تام، نوع الجذر، رقم الشكل).
الواصفة ب رقم الواصفة ب، المجموعة الفرعية، شعاع اللاحقة، العدد، رقم المقياس، التعدي، الجنس).
البادئة الواصفة (رقم البادئة الواصفة، نوع البادئة، الجنس، العدد، السمات المحددة(الصرفية/النحوية).
التصور (رقم التصور، الشكل البياني للتصور، مجموع التصورات).
الفعل (الشكل البياني للفعل، رقم المقياس، حركة الفعل).
شعاع اللاحقة (رقم شعاع اللاحقة، الشكل البياني للاحقة رقم 1، الشكل البياني للاحقة رقم 2....... للاحقة رقم 13).
مكونات P القاعدة (رقم البادئة، رقم القاعدة P).
وقد تم وصل هذه المفاهيم الأساسية بإتباع إجراءين أساسيين لتركيب وتفكيك الكلمات؛ هما نماذج التحليل والتركيب [Hassouna, 1987] [Decles, 1986], Dichy, 1987], [Bouzidi, 1989].

¹ الابتكار (الجديد) : طريقة تحليل الأخطاء
تكمن الخاصية الجديدة التي يمتاز بها النظام في تحليل أجوبة المتعلمين وتوجيههم حسب الأخطاء المرتكبة، فهو بهذا نظام يساعد المتعلم على تصحيح أخطائه بنفسه [Bouzidi, 1989].
- إستراتيجية (طريقة) التحليل :
إن طريقة تتبع وتحديد الخطإ، والمطورة في النظام لا تتوقف فقط عند تعيين الخطإ وإعطاء الإجابات الصحيحة ولكنها، بالإضافة إلى هذا، فهي تسمح بتوجيه وإرشاد المتعلم وذلك بإعطائه كامل الحرية في اختيار الصيغ المناسبة لإجاباته؛ أي أن النظام لا يفرض أية طريقة أو أسلوب في صياغة الإجابات التي بموجبها يقوم باقتراح أسئلة منذ البداية من شأنها فرض منطق معين على المتعلم. تقوم الطريقة المتبعة في النظام على المراحل التالية :
- تعيين وتحديد الأخطاء.
- تحليل الأخطاء.
- تمكين المتعلم من تصحيح أخطائه بنفسه عن طريق اقتراح مستويات من المفاهيم الدنيا و/أو المكملة. فعلى سبيل المثال في عملية تصريف الأفعال، حيث يقترح على مستويات ضمائر منفصلة ثم ينتقل بعدها إلى الضمائر المتصلة.
- تعزيز الإجابات الصحيحة بتكرارها وتوليد آلي لأمثلة في نفس الإطار ونفس المضمون.
- ملخص طريقة تحليل الأخطاء :
يمكننا تلخيص هذه الطريقة بوظيفتين أساسيتين؛ فمن جهة يقوم باكتشاف الخطإ ومن جهة أخرى يعمل على تحديد الأخطاء المحتملة وتحليلها.
فإذا تحققت الأولى عن طريق المقارنات المتتالية بين النتائج المنبثقة عن المعالجة الآلية وتلك التي تم إدخالها من قبل المتعلم فإن الوظيفة الثانية يتم تجسيمها وتجسيدها باستعمال بنية شبكية.
- معالجة الأخطاء الصرفية الإملائية.
- معالجة الأخطاء الصرفية.

¹ بنية الشبكة المستعملة في تحليل الأخطاء الصرفية :
يمكن تعريف بنية الشبكة على أنها مجموعة من الحالات أو الوضعيات؛ حيث يكون الترابط على شكل ترتيب جزئي مع غياب الحلقات. ُتمثل الحالة الابتدائية قمة انطلاق المعارف القاعدية أما القمة النهائية فإنها تمثل الهدف المراد تحقيقه، هدف هذه البنية الهيكلية يتمثل في إتاحة احتمالات عديدة للتطور حسب الأخطاء المرتكبة والمكتشفة؛ أي أن الاستغلال المطلوب لحقل الاحتمالات يكون عن طريق التصفح بين مختلف الاحتمالات.
تكمن النقطة المهمة في تحديد قائمة مستوفاة (كاملة) لمختلف الحالات حسب تداخلها أو تسلسلها؛ أي هو إجراء بحثي (Heuristique).
للتذكير أنه يمكن تقسيم أية هيكلة أو بنية شاملة إلى عدة شبكات، كل واحدة خاصة بكل مرحلة أو وحدة (Module) أو نظام فرعي أو مهارة معينة.
5. الـخـاتــمـة :
¹ نقائص ومحدودية التعليم المساعد بالحاسوب [BOUZIDI 2001 c]:
على الرغم من أن النموذج اللغوي المستغل من قبل النظام المساعد في التعليم يتجاوز العشر سنوات فإن الهدف من مداخلتنا وإسهاماتها ليست على المستوى اللغوي بقدر ما هي إسهام على مستوى المقاربة المنهجية. وتكمن أهمية هذا النموذج اللغوي في إمكانية المصادقة والاعتراف بهذه المقاربة الثلاثية الأبعاد والتي تم اقتراحها وتحديد مجال استعمالها بدقة.
عندما نريد توسيع مجال التفكير في إسهامات الحاسوب الآلي في المجال التربوي، تتبادر إلى الأذهان أسئلة عديدة تتمثل أساسا في :
- من هم المستعملون الحقيقيون للنظام المساعد في التعليم ؟ للوهلة الأولى تبدو الإجابة بديهية؛ ذلك لأن المستعملين الحقيقيين هما المتعلم والمعلم (المكون). فالسؤال الواجب طرحه إذن هو هل يمكن لنفس النظام (نظام واحد) أن يلبي رغبات هذين العنصرين معا؟ ليس من السهل الإجابة على هذا التساؤل، فإذا أخذنا بعين الاعتبار عنصر المكون، فإن هناك ثلاث خصائص تميز نشاطه كمعلم: في مرحلة إعداد الدروس و في مرحلة الإلقاء ثم في مرحلة التأكد من أن المتعلم قد استوعب الدرس. أما فيما يخص المتعلم فإنه يمكن أن نأخذ بعين الاعتبار مرحلتين أساسيتين وهما: مرحلة استيعاب وفهم الدرس ثم مرحلة الاستجواب.
تتكون عملية تصميم النظام المساعد في التعليم من مستويين :
المستوى المعمق الذي يمثل بنية النظام وهو موجه أكثر نحو القضايا التقنية، إذ يعتبر الجانب غير المرئي للمستعمل معلما كان أو متعلما.
المستوى السطحي الذي يمثل الواجهة بين النظام والعنصر البشري معلما كان أو متعلما وهذا المستوى هو الذي عن طريقه يمكن الحكم على فعالية ومرونة استعمال النظم المساعدة في عملية التعليم.
لذا فالغرض من هذا كله هو تصميم نظام مساعد؛ حيث يكون فيه المستوى المعمق مرتكزا على أهداف المراحل الثلاث التي تميز المعلم (المكون) دون نسيان المرحلتين الخاصتين بالمتعلم، في حين يجب أن يكون المستوى المعمق الذي يحدد بنية وهيكلة المفاهيم والمعارف المعالجة مصمم على حسب الاستعمال؛ وتكمن الصعوبة أكثر عندما يكون الهدف النهائي من الدرس مختلف تماما بين المعلم والمتعلم.
- ما هي الخصائص التي يجب أن يتميز بها المستعملون للنظام ؟ وما هو مستوى كفاءاتهم فيما يخص استعمال الإعلام الآلي؟
- ما هي خصائص المعلمين والمكونين؟ وما هي درجة قدرتهم في استعمال الإعلام الآلي؟
- هل بإمكاننا تصميم وإعداد نظام مساعد في التعليم مستقل عن المادة المدرّسة؟ وما هي درجة تعميم النظام؟
- هل أن نقص الكفاءة التقنية لدى المستعمل، معلما كان أو متعلما، من شأنه إعاقتهم في أداء مهمتهم؟
- في معظم الأنظمة المساعدة في التعليم، فإن الخصائص الخاصة بالمستعملين، معلمين كانوا أو متعلمين هي التي تحدد درجة فعالية هذه الأنظمة.
نفس الأسئلة تبقى بدون إجابات بعد عشر سنوات من تطوير النظام المساعد في تعليم اللغة، حتى أن هذه الأسئلة ازدادت حدتها بعد ظهور التكنولوجيات الحديثة وإعادة توجيه الأنظمة التربوية والإمكانات المتاحة اليوم. إن الأنظمة التي نحن بصدد تطويرها حاليا والخاصة بالتعليم عن بعد مستوحاة من الأفكار الأولى الخاصة بالتعليم باستعمال الإعلام الآلي، على الرغم من الاختلاف الموجود بين أهداف النظامين؛ في حين يتوجه التفكير اليوم أكثر نحو تقاسم المعرفة والتمكن من التكوين عن بعد[Bouzidi 2001 a].
تتركز اهتماماتي، في الوقت الحاضر، أكثر حول التفكير في التصميم والبنية وتطوير أدوات تستخدم التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال في الميدان التربوي.


ترجم من طرف :
شركة كليك لخدمات الحاسوب

الـمـراجـع :
[Abu - AI - Chay, 1984] ABU - AL - CHAY, N., La constitution automatsique du mot graphique non vocalisé en arabe, Mémoire de DEA, Université Lyon 1 et Lyon 3, 1984.
[Abu - AI - Chay, 1988] ABU - AL - CHAY, N., Un système expert pour 1 'analyse et [a .synthèse des verbes arabes, Thèse de doctorat, Université Lyon 1 , 1988.
[Bouzidi, 1989] BOUZIDI, L., Conception d'un système d'EA0 pour l’apprentissage d'une langue, Doctorat en Informatique, 1989, 200 p.
[Rouzidi, 1991] BOUZIDI, L., Base de Données Linguistique : Structuration – Exploitation Présenté au Congrès BD91, Juin 91 (CERIST - ALGER) Actes du Congrès p. 407-430.
[Bouzidi, 1993] BOUZIDI, L., Use of an Entity Relationship Approach tO represent a linguistic Model, "The Eight International Symposium on Computer and Information Sciences", Istambul /Turquie, 1993, Publié dans les actes du congrès.
[Bouzidi, 2001 a] BOUZIDI, L., Intégration des nouvelles Technologies de l’informatique et de la Communication «NTIC» dans le domaine éducatif : les nouvelles Technologies Educatives « NTE», Université Virtuelle : Défi du 3eme millénaire, Alger/ Algérie, Mars 2001.
[Bouzidi. 2001 b] BOUZIDI, L., Un système d'aide à l’indexation et à la recherche d’information sur le WEB, VSST" 2001, Veille Scientifique et Technologique, Barcelone, Espagne, Octobre 2001.
[Bouzidi 2001 c] BOUZIDI, L., systèmes d’aide à l’accès aux connaissances : apprentissage, décision et recherche d’information Habilitation à diriger des recherches (HDR)- Université Jean Moulin- Lyon 3- Décembre 2001.
[Descles: 1986] DESCLES, J.P., La linguistique informatique et le programme Samia, En simulation de modèles linguistiques et EAO. 1986, p. 12-25.
[Dichy, 1987] DICI-IY, J., Vers un modèle d'analyse automatique du mot graphique non vocalisé en arabe, En simulation de modèles linguistiques en EAO, 1987, p.95-158.
[Hassoun, 1987] HASSOUN, M., Conception d'un dictionnaire pour le traitement automatique de la langue arabe dans différents contextes d'application, Thèse de doctorat, Université Lyon 1, 1987.
[Le Moigne, 1990] LE MOIGNE, J.L., La modélisation des .systèmes complexes, Editions Dunod, Afcet Systèmes, 1990.
[Lévine, Pomerol et al.,1987] LÉVINE, P., POMEROL, J.C., MAILLARD, J. C., DEClDEX a Multi expert System for Strategic Decisions. in Expert Systems and Zrtificial Intelligence in DSS, Sol H. G., Takkenberg C. A. Th. An De Vries Robbe Eds, reidel, Dordrecht, 1987, p. 247-25

توليد صرف اللغة العربية على مرحلتين رئيسيتين (إستراتيجيتين)

عبد الهادي سعودي1 وفيوليطا كفالي سفورزا 2
1 مركز اللغات والإتصال، المدرسة الوطنية للصناعة المنجمية.
شارع الحاج أحمد شركاوي، ص ب 753 أغدال، الرباط، المغرب
الهاتف : 212 37 68 02 31 الفاكس : 212 37 77 10 55
assoudi@enim.ac.ma
2 جامعة سان فرانسيسكو، قسم علم الحاسوب،
1600 شارع هولواي، سان فرانسيسكو ، CA 94132
الهاتف: 415/338-1008الفاكس: 415/338-6826
mailto:vcs@sfsu.edu vcs@sfsu.edu
الـمـسـتـخـلص
نقوم من خلال هذه الورقة بتقديم النموذج الإحصائي الخاص بتوليد الصرف في اللغة العربية على مرحلتين رئيسيتين وهذا بتمييز التغيرات التي تتم بزيادة حروف في وسط الفعل في الجذر العربي من خلال بوادئ ولواحق الكلمات والأفعال. يرتكز هذا النموذج على الفروق والاختلافات الشجرية وقواعد التحويلات؛ فعند التفريق، في إشكالية تغيرات الجذر، من خلال البادئة واللاحقة من شأنه تقليص، وبشكل معتبر، عدد قواعد التحويلات المطلوب إجراؤها وهذا ما يسمح لمولد اللغة العربية أن يكون أكثر صغرا وأكثر بساطة وسهولة في الاستعمال.
يمنح لنا الإطار الصرفي القائم على اللفظLexeme Based Morphology Framework [1, 2] الدعامة النظرية للتمثيل الذي نحن بصدده في قواعد الصرف في اللغة العربية والذي يرتكز على الجذور، عكس مقاربة "طرق الجذر + النموذج + اللفظ" المتبعة من قبل العديد من الباحثين. لقد استعملنا المُشَكِّلْ MORPHE [11] مصنف القاعدة الصرفية وذلك لدمج المصادر اللغوية؛ كما تم اختبار هذه الأداة على مجموعات فرعية لأفعال مصرفة تحتوي على أفعال مجوفة ومجموعة أخرى متنوعة من الأفعال والأسماء المشددة والمخففة والمتضمنة لأسماء في صيغة نماذج جمع التكسير والأسماء المصوتة. نركز في هذه الدراسة على صرف وإعراب الفعل كما تتناول كذلك آفاق الاستعمال الواسع لهذه المنهجية.

¹ الـكـلمات الـدالـة :
المعالجة الصرفية للغة العربية؛ البناء الصرفي؛ التوليد.
1. الـمـقـدمــة :
يعتبر صرف اللغة العربية نظام غير تسلسلي، يتوقف أساسا على معالجة جذور الحروف والكلمات بطريقة غير تسلسليةّ؛ وهذا باستعمال مختلف العمليات كـزيادة الحروف في وسط الكلمات ومضاعفتها (حروف العلة). إن نوع الإحصاء الصرفي للغة العربية والمقبول والمعتمد من قبل اللغويين هو ذلك الذي اقترحه ماك كارتي McCarthy [13]؛ والذي مفاده أن الجذور تتشكل من الارتباطات الاشتقاقية لجذر الكلمة Morphème ولحن الحركة اللذين يتم جمعهما وفقا لنموذج قاعدي (قانوني). يندمج الجذرroot مع النموذج ليشكل في النهاية شكل الكتابة أو جذر الكلمة stem (الرسم)؛ فعلى سبيل المثال في الشكل التالي "كتب" kataba تتركب من الحروف ك، ت، ب ktb لتشكل "مفهوم الكتابة" بإضافة الحركات "الفتحة" a a وهكذا تندمج الحروف والحركات على حسب الكلمة المراد تشكيلها وفقا للقاعدة والنموذج التالي: CVCVC (C=consonant, V=vowel) (أي الحرف والحركة). تحاول جل العمليات الإحصائية الصرفية تجسيم صرف اللغة العربية؛ والتي نجدها في أعمال الكثير من المختصين في الميدان، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: نموذج الحالة المتناهية غير التسلسلية لـ كاي Kay (Kay’s non-concatenative Finite State model[8] ونموذج متعدد التثبيت (التسجيل) ذو المستويين لـ كيراز Kiraz Kiraz’s Multi-TapeTow- Level model[9] ونموذج المستويين لـ بيسليBeesly Beesly’s Tow-Level model [3, 4, 5] كل هذه النماذج تعكس انفصال المستويات الذي تم ذكره سابقا عند ماكارتي (المرجع نفسه).
تتقيد دراستنا الإحصائية هذه والخاصة بقواعد الصرف في اللغة العربية بمقدمات المعجم الصرفي (LBM) القائم على المطلب الذي مفاده أن الجذر هو الشكل الإعرابي الوحيد للمعجم (LEXEME) وهي العبارة المعجمية المنتمية للمجموعات المعجمية التركيبية للفعل والاسم والصفة والحال؛ كما أنه يعتبر تمثيل غاية في التعقيد، يعمل على ربط المعنى مع مجموعة المفردات النحوية المرتبطة بها مع أشكال الكلمات الموافقة لها. ففي نموذج LBM تعتبر المعجميات (LEXEME والحروف المستقلة العناصر النحوية الدنيا. إن تصريف الأفعال أو اشتقاق الألفاظ – البوادئ واللواحق والمضاعفة (التشديد) وزيادة الحروف المزيدة وسط الكلمات – ليست عناصر نحوية في حد ذاتها وإنما هي عبارة عن عبارات صوتية للعمليات التي تجسد وتطبق العناصر النحوية القاعدية. إن الجذر ومختلف العمليات التي تحدث عليه يصبح مركز التمثيل وهذا ما يجعل منهجيتنا تختلف عن الطرق والمناهج السابقة في مجال التمثيلات الإحصائية لقواعد الصرف في اللغة العربية (مثال: [3, 4, 5]، [9])؛ تمنح هذه المنهجية وضعية متساوية لكل العناصر المركبة للكلمة العربية (الجذر والنموذج والتصويت) وذلك بوضعها في معاجم منفصلة، وللتفصيل أكثر حول هذه الطريقة والمناهج الأخرى التي تعتني وتهتم بقواعد الصرف في اللغة العربية يمكن الرجوع إلى المراجع المذكورة في البيبليوغرافيا [18].

2. قـواعـد صـرف الـفـعل فـي اللـغـة الـعربـية :
إن التنوع والغنى في أشكال رسم الفعل العربي بقدر ما يمثل ميزة لها بقدر ما يمثل كذلك إشكالا عويصا ومربكا في كثير من الأحيان لكل من ٌيقبل على دراسة اللغة العربية. ُيعرب الفعل العربي طبقا لأحدى النماذج التقليدية المعروفة؛ حيث أن هناك خمسة عشر مصدرا ثلاثيا، تسعة منها مشتركة تتميز بفروق طفيفة فيما بينها ويمكن إيجاد ضمن كل صرف/ نموذج نمط كلي: صيغتين (الفعل التام والفعل الناقص) وصيغتين (المبني للمعلوم والمبني للمجهول) وخمس صيغ للفعل (الدال والشرطي وصيغة الأمر وصيغة الناشط ENERGITIC) بالإضافة إلى زيادة البوادئ واللواحق وعمليات الإعراب والاشتقاق التي يمكن أن تُحدث تغييرا في شكل الكلمة بإضافة حروف زائدة في وسط الكلمة (حروف العلة) وهذا في وجود مختلف الملامح البنيوية والإعرابية مثل بعض الحروف. يمكن تصنيف جذور الأفعال العربية كما هو مبين في (الشكل رقم 1). الفرق الأولي الذي يمكن ملاحظته هو بين الأفعال المشددة والأفعال المخففة strong & weak verbs؛ فالأفعال المخففة هي تلك الأفعال التي لها حروف مخففة (w or y) واحد أو أكثر من هذه الحروف في جذوره، أما الفعل المشدد هو ذلك الفعل الذي لا يحتوي على الجذور المخففة.
تحتمل الأفعال المشددة تغييرات على مستوى الحركات من الفعل التام إلى الفعل الناقص؛ حيث تختفي الحركة الأولى في الفعل الناقص. أما الأفعال التي لها حركة في منتصف الجذر في الفعل التام "الفتحة" «a » تتحول إلى نفس الحركة « a » : "قطع يقطع "Qata a Yaqta u ، إلى الكسرة « i » ضرب يضرب Daraba Yadibu، أو إلى الضمة « u » كتب يكتب Kataba Yatubu في الفعل الناقص.
لا يمكن للأفعال المبنية على الكسرة في منتصف الجذر في الفعل التام أن تتحول إلا نحو "الفتحة" « a » (مثال: شرب يشرب) (shariba Yashrabu) أو إلى الكسرة « i » (مثال: حسب يحسب) (Hasiba YaHsibu).
الأفعال المنية على الضمة في منتصف الجذر في الفعل التام لا يتحول إلى الفعل الناقص (مثال: حسن يحسن) (Hasuna YaHsunu)، أما في الأفعال المشددة فإنه لا يوجد هناك تغير لا في الفعل التام ولا في الفعل الناقص في رسم شكل الأفعال لا في الجنس ولا العدد.
الأفعال المجوفة هي تلك الأفعال التي تضم في منتصف جذرها التخفيف؛ ففي زمن الفعل التام والفعل الناقص يمكن تجسيدهما برسمين احدهما طويل والآخر قصير؛ ذلك أن استعمالها يرتبط بالجنس والعدد.
تنقسم الأفعال المجوفة إلى أربع مجموعات وهي :
1. أفعال النموذج التالي : CawaC (حرف حركة حرف) والذي له نماذج الجذر التام CuC (حرف ضمة حرف) وكذا CuuC (حرف ضمة مشددة (مد) حرف) وكذا نماذج الجذر الناقص CuC (حرف ضمة حرف) و CuuC (حرف ضمة مشددة). مثال الفعل زار zaara المشتق من زيارة zawara وفعله التام زر zur وجذور الفعل الناقص زر و زور zur zuur. مثال على ذلك زرت (فعل ماضي) ويزور (فعل مضارع).
2. أفعال النموذج التالي: CawiC (حرف فتحة ضمة حرف) و الذي له نماذج الجذر التام CiC (حرف كسرة حرف) و CaaC (حرف فتحة مشددة) وكذا نماذج الجذر الناقص CaC (حرف فتحة حرف) وCaaC (حرف فتحة مشددة (مد) حرف). مثال على ذلك الفعل نام naama المشتق من النوم nawima له جذور الفعل التام نم nim ونام naama وجذور الفعل الناقص نم ونام nam & naam . مثال نام naama وينمن yanamana.
3. أفعال النموذج التالي: CayaC (حرف فتحة مخففة حرف) والذي له نماذج الجذر التام CiC (حرف كسرة حرف) و CaaC (حرف فتحة ممددة حرف) ونماذج جذر الفعل الناقص CiC (حرف كسرة حرف) و CiiC (حرف كسرة ممدة حرف). مثال باع المشتق من البيع baa’a من baya’a له جذور الفعل التام بع bi و باع baa وجذور الفعل الناقص بع وبيع bi & bii.
4. أفعال النموذج التالي : CayiC (حرف فتحة حرف كسرة حرف) والذي له نماذج الجذر التام CiC & CaaC وهي (حرف كسرة حرف) و (حرف فتحة ممدة حرف) على التوالي وكذا نماذج جذر الفعل الناقص CaC & CaaC وهي (حرف فتحة حرف) وحرف فتحة ممدة حرف) على التوالي. مثال الفعل هاب haaba المشتق من المصدر هيبة hayiba له جذور الفعل التام هب hib وهاب haab وجذور الفعل الناقص هاب hab وهاب haab .
تبين الدراسات ذات العلاقة بالموضوع [3,4,5,9] أن كل الأفعال المنتمية إلى المجموعات السابقة تفترض أن النموذج التي تبنى عليه هو: CVCVC (حرف حركة حرف حركة حرف) وهذا الأخير لا يبين المجموعة الإعرابية والصرفية للفعل المعرب وهذا ما يخلق صعوبة في التنبؤ بنوع الجذر المستعمل. ولتجنب هذه المشاكل نعمل على إبقاء المعلومة في منتصف الجذر وإبقاء الحركة على مستوى قاعدة رسم الفعل. عند عملية التوليد الصرفي يمكن استعمال ومعالجة المجموعتين 2 و 4ضمن مجموعة واحدة لأن لهما نفس جذور الفعل التام والفعل الناقص.
سنعمل خلال ما سيأتي من هذه الدراسة على تقديم أداة المشكل Morphe tool ووصف منهجية التجسيم للأفعال المشددة والأفعال المجوفة.

3. الـنـظام الـقاعـدي للـمـشـكّل (MORPHE) :
MORPHE [11] هو عبارة عن مشكّل للقواعد المرفولوجية مكتوب بلغة Common Lisp ؛ حيث يتم على مستواه وصف صوت ونطق اللغة باستعمال نوعين من البنية التركيبية؛ تتمثل الأولى في الشكل الهرمي الصوتي وتتمثل الثانية في مجموعة من القواعد التحويلية المرتبطة بصفة عقدة الهرم الصوتي. يقوم المشكل بوضع هذا الوصف إما ضمن برنامج توليد الكلمة أو ضمن برنامج إعراب الكلمة؛ فالمولد الصرفي يأخذ بعين الاعتبار الملمح البنيوي (FS) Feature Structure ضمن المدخلات وقائمة البنية، حيث تمثل عناصرها أزواج ملامح القيمة Feature-value Pairs (FVP، يمكن لجزء القيمة لـ (FVP) أن تكون دقيقة أو تكون الملمح البنيوي (FS) في حد ذاته وذلك بجعلها بنية تكرارية. فعلى سبيل المثال عندما يقوم الملمح البنيوي بتوليد الفعل العربي زرت zurtu تكون العملية على الشكل التالي :
(الجذر زيار، المجموعة: v، زمن الفعل أو صيغته: فعل تام، الصيغة: دال، الصيغة: مبني للمعلوم، العدد: مفرد، الضمير: الأول).
إن اختيار ملمح الأسماء والقيم ما عدا الجذر المحدد للموضوع النحوي والمعجمي المراد تحويله هو في حد ذاته الغاية والهدف الذي يبتغيه المستعمل. تأتي أزواج ملامح القيمة FVP ضمن الملمح البنيوي FS من مصدرين وهما: الملامح الساكنة مثل المجموعة cat (جزء من الكلام) والجذر ومن المعجم البنائي الذي يحتوي، بالإضافة إلى الرسم (الشكل) القاعدي للكلمات، يحتوي كذلك على الملامح المعجمية والصرفية ويتمثل المصدر الثاني في الملامح الديناميكية (الحركية) مثل زمن الفعل والعدد؛
كما تم وضعه من قبل مستدعي المشكل ضمن سياق نظام آلة الترجمة وهو ما يمثل بكل بساطة تركيب التوليد المعجمي، أما مخرجات المولد الصرفي فإنها تتمثل في صف وترتيب الحروف داخل الكلمة.

1.3 الشكل الهرمي الصرفي (MFH) :
يعمل الشكل الهرمي الصرفي على تنظيم القواعد التحويلية المتعلقة بقيم الملامح في الملامح البنيوية FS كما يعمل كشبكة تمييزية لاسترجاع القواعد المناسبة المولدة للملامح البنيوية FS. تميز كل عقدة داخلية في الشجرة جزء من الملامح البنائية المشتركة للشجرة الفرعية الكاملة. يعمل جذر الشجرة والتي هي عقدة خاصة ¤جذر¤ على ربط كل الأشجار الفرعية فيما بينها. توافق عقد الأوراق الأشكال الصرفية المميزة في اللغة وتكون كل عقدة في الشجرة تحت الجذر مبنية عن طريق الشكل الصرفي الذي تٌحدد العقدة الأم والارتباط المنطقي لـ FVP التي تميز العقدة البنت من العقدة الأم والعقد الإخوة. فعلى سبيل المثال في الشكل الصرفي التالي:
(morph-form v-stem-f1-act-perf-1/2 v-stem-f1-act-perf (person or 1 2)))
يبين لنا أن العقدة v-stem-f1-act-perf-1/2 هي ابنة العقدة v-stem-f1-act-perf كما تضيف معلومة ملح الشخص (person) يجب أن يأخذ القيمتين إما 1 أو 2.

.2.3 القواعد التحويلية :
تؤثر القاعدة المرتبطة بكل عقدة ورقة على التحويلات الصرفية المرغوب فيها لتلك العقدة؛ حيث تشتمل العقدة على واحدة أو أكثر من الشروط المتبادلة بصفة إقصائية؛ فجزء "إذا" « if » من الشرط هو نموذج تعبيري منتظم يُربط مقابل قيمة خاصية الجذر (a string)، أما جزء "إذن" « Then » فإنه يحتوي على واحد أو أكثر من المعاملات المطبقة في ذلك الترتيب وتضم هذه المعاملات الجمع والحذف وإبدال البوادئ واللواحق وزيادة الحروف الوسطية (حروف العلة). تتمثل مخرجات التحويلات في تحويل وتر الجذر (ترتيب الحروف في الجذر)، كما تمثل القاعدة التحويلية المنتجة للكلمة " زر " « zur » جزء من الكلمة العربية "زرت" « zurtu »، حيث تتمثل فيما يلي:
(1)
(morph-rule v-stem-f1-act-perf-1/2
(“^%(cons) (awa) % (cons)$”
(ri ¤1¤ « u »))
لهذه القاعدة الاختبار التالي: (“^%(cons) (awa) % (cons)$” فكلا من الرمزين "^" و "$" يدلان على بداية ونهاية صف الحروف على التوالي؛ أما الرمز {} فإنه يُستعمل للدلالة على المتغيرات مع مجموع هذه القيم؛ فعلى سبيل المثال تمثل البنية "(cons)" في القاعدة السابقة ربط أي حرف معرف لأي من القيم المحتملة للمتغير "(cons)" (=consonant) والأوتار الموضوعة بين المزدوجتين في "جزء إذا" « if part » من القاعدة (مثال ذلك الاختبار) يشير إلى التسجيلات التي يمكن للمشكّل الوصول إليها في "جزء إذن" « Then part » من القاعدة وبعدها يتم تعداد وحساب هذه التسجيلات؛ بحيث يمكن للمشكل morphe أن يصل إلى تسع تسجيلات، ففي الحالة التي أمامنا هناك تسجيل واحد فقط يحيل أو يشير إلى "جزء إذن" من القاعدة كـ¤1¤. "RI" يكون بديلا للحرف المزيد (INFIXE) ويعوض المعامل ليكون بديلا للدليل الأول مع الدليل الثاني لمدخلات صف الكلمات (الجذر) وهذا يعني أنه يكون بديلا للوتر (awa) مع حركة الضمة "u". إن تطبيق هذه القاعدة في مدخلات "zawar" يُنتج الشكل الكتابي "zur".

.3.3 المسار المنطقي والأشكال المنتظمة :
هناك افتراض مفاده أنه ليس كل تصريف وإعراب في اللغة العربية هو تصريف منتظم، ومن هنا يعمل المشكل Morphe على تحمل الأشكال غير المنتظمة كجزء من مسارها المنطقي. عند عملية التوليد ٌتربط الخصائص البنيوية مقابل الخصائص المحددة لكل شجرة فرعية للشكل الهرمي الصرفي MFH إلى غاية الوصول إلى عقدة الورقة، وبهذا يقوم المولد بفحص الأشكال المعجمية غير المنتظمة للمدخل المكشف بقيمة خاصية الجذر واسم العقدة وإرجاعها في حالة وجود مدخل لها، من جهة أخرى يحاول المشكّل تطبيق القاعدة التحويلية المرتبطة بعقدة الورقة ، وفي حالة عدم وجود قاعدة تحويلية أو شرط يناسب قيمة الجذر تصبح قيمة خاصية الجذر غير قابلة للتغيير.

4. تـصريـف الـفعل العربـي، الـتولـيد في الـمشكل Morphe :
كما تم توضيحه في منهجيتنا سابقا سنقوم الآن بمناقشة حالة الأفعال المجوفة، حيث تم إعطاء خصائصها في القسم الثاني من هذه الدراسة والتي بينا فيها كذلك كيف أدمجنا معالجتها مع أكثر الأفعال المنتظمة، كما سنتناول كيف بإمكان مد وتوسيع هذه المنهجية لتشمل المجموعات الأخرى من الأفعال وأجزاء أخرى من الكلام.
ٌيؤكد من خلال الاستعمال المألوف والمتفق عليه مع القواعد المقررة في الرسم والشكل أن التحويلات الصرفية الضرورية لقيمة خاصية جذر الكلمة أنه يٌمكن تحديده بقاعدة واحدة مرتبطة بعقدة المصراع للشكل الهرمي، وهذا الافتراض ما يدعم هنا اللغة العربية؛ إذ يعمل على إظهار الشكل الهرمي الصرفي MFH بأكثر كثافة ويتم وضع قاعدة حيث يتم تكرار نفس العمليات التحويلية في قواعد متعددة. يمثل مصدر التكرار نظام الفعل في اللغة العربية نفسه؛ بحيث يمكن لجذور الأفعال أن تختلف في صيغتي المبني للمعلوم والمبني للمجهول وفي صيغ الفعل التام والفعل الناقص وتتوقف هذه التغييرات على شكل الفعل؛ فعلى سبيل المثال الأفعال المجوفة لنفس الصيغة والزمن المصرف فيه يتغير فيها الجذر ثلاثة عشر احتمالا للارتباطات المحتملة بين العناصر التالية: الشخص - الجنس - العدد. في المقابل فإن البوادئ واللواحق المشتركة والمرتبطة بكل ارتباط "الشخص - الجنس – العدد" تبقى مستقرة نسبيا في كل أنواع الأفعال الأخرى مع تبيان بعض حدود الاحتكاك مع الأفعال المخففة.
إن استعمالنا للمشكّل Morphe لتمثيل تصريف الفعل العربي بين لنا أنه بإمكاننا تقليص، وبطريقة فعلية، عدد تكرارات القواعد التحويلية بفصل جذر التحويلات وتغييرات البادئة/ اللاحقة ([6,15]). حصص MFH للغة العربية مبينة في (الشكل رقم1). بما أن Morphe يتحمل MFH واحدة فقط عملنا على خلق شجرتين فرعيتين تحت الشجرة الفرعية للفعل، حيث عقدة جذره مبينة في (الشكل رقم 2) بواسطة FVP (cat v) التي تحتوي إحدى الشجرتين الفرعيتين والمبينة بواسطة FVP (chg stem)(مثال: مولد الجذر)، على قواعد لتغييرات الجذر؛ أما الشجرة الفرعية الأخرى والموضحة بواسطة FVP (chg psfix) تحوي قواعد للإضافات البادئة واللاحقة. يتم استدعاء المولد الصرفي مرتين؛ المرة الأولى لإرجاع الجذر المعدل؛ حيث يٌستبدل كقيمة لخاصية الجذر قبل الاستدعاء الثاني الذي يهتم بالبوادئ واللواحق؛ فعلى سبيل المثال الفعل زرت zurtu حيث الاستدعاء الأول يعمل على إيجاد وتطبيق القاعدة التحويلية المبينة في القسم 3.2 في الأعلى؛ أما الاستدعاء الثاني فإنه يعمل على إيجاد وتطبيق القاعدة : (morph-rule v-psfix-perf-1-sg ("" (+s "tu")))
الذي يعمل على إضافة اللاحقة "tu".
يوضح (الشكل رقم 1) أوجها أخرى من تمثيل قواعد الصرف في اللغة العربية؛ فالمعلومة التي نحتفظ بها في معجم الأفعال المتضمنة للجذر (المعطاة كقيمة لخاصية الجذر للفعل زار zawar) وكذا شكل الفعل (مثال الشكل 1)) يمكنها أن تغير الحركة حيث يتطلب ذلك، أما بالنسبة للأفعال المجوفة فإن الجذر الوسطي (w or y) وحركتها في خاصية الجذر هو الذي ٌيحدد التحويلات المطلوبة للجذر في الفعل التام والفعل الناقص، فعند فصل تغييرات الجذر عنها في التغيرات التي تحدث على مستوى البوادئ واللواحق البادئة/اللاحقة لمختلف أنواع التغييرات التي تحدث على مستوى الجذر.
بينما في MFH الحالي فإن كل العقد تُعطي اسما (ما يفترض من الناحية المثالية أن واحدة تعكس مسار خاصية القيمة المستعملة للوصول إليها). الشكل أعلاه لا يبين إلا العقد "أزواج خاصية القيمة المميزة".
لا يحدث أي تغيير للجذر في الأفعال المنتظمة المشددة وفي الفعل التام في صيغة المبني للمعلوم؛ من جهة أخرى تستعمل الأفعال المجوفة جذر طويل ووسط طويل؟ اليف alif (مثال مد طويلa طويل مثال دام daam) لضمير المفرد الغائب وثنائي (مذكر ومؤنث) وضمير الجمع الغائب المذكر السالم كما هو موضح في (الشكل 2)، أما باقي الارتباطات ضمير (شخص) - العدد - الجنس فإن لها جذر قصير وحركتها تتوقف على جذر الفعل المبطئ، كما تم تبيانه سابقا. تجري القواعد التحويلية المرتبطة بعقدة المصراع تحويلات لقيمة خاصية الجذر للجذر الطويل والجذر القصير. إن إمكانية تساوي العقد يتم الحصول عليه بواسطة مختلف المسارات في MFH (مثال : مختلف تعاقبات FVP ) الذي من شأنه أن يقلص عدد القواعد المطلوبة لمعالجة الأفعال المجوفة؛ وهذا يعني أن كلتي عقدتي الورقتين والتي لها جذر قصير بإمكانهما أن تكونا متساويتين؛ لذلك تعالج بقاعدة واحدة. هناك قاعدة أخرى ضرورية لمعالجة الجذر الطويل لعقدتي الورقتين الأخرتين. ولإعطاء شرح وتوضيح أكثر للوصف السابق نعطي الأمثلة التالية :
I. مثال عن الفعل الأجوف :
المداخلات : البنية الخصائصية : ((الجذر "زار" ) (صيغة المبني للمعلوم) (الضمير (¤أو¤ 1 2 )) (الشكل 1) (صيغة الفعل التام)
في الاستدعاء الأول للمشكل MORPHE (تغيير الجذر) (chg stem) (مثال v-stem-f1-act-perf-12) يتم اجتياز الشجرة الفرعية السابقة ويتحول بذلك الجذر زر zur.
(2)
(morph-rule v-stem-f1-act-perf-1/2
("^%{cons}(awa)%{cons}$"
(ri *1* "u"))
فعندما يتم استدعاء المشكل للمرة الثانية فإن شجرة تغييرات البادئة/اللاحقة يتم اجتيازها إلى غاية الوصول إلى العقدة v-psfix-perf-f1-sg وهنا يطبق المشكل القاعدة المرتبطة بهذه العقدة؛ أي:
(3)
(“”
(+ “tu”).
تضيف هذه القاعدة اللاحقة "tu" للجذر "nim"؛ حيث يقوم المشكّل بإرجاع الكل للحصول على الفعل « nimtu »، للتذكير فإن اختبار هذه القاعدة لاغ، كما هو مبين في الاقتباس “” (يُطبق في كل الحالات).
II. مثال عن الفعل المشدد :
المدخلات : البنية الخصائصية: ((الجذر "كتب" ) (صيغة المبني للمعلوم) (الضمير (¤أو¤ 1 2 )) (الشكل 1) (صيغة الفعل التام)
عند الاستدعاء الأول للمشكل فإن (تغيير الجذر) (chg stem) (v-stem-f1-act-perf-12) يقوم باجتياز الشجرة الفرعية، في هذه الحالة يحاول MORPHE تطبيق القاعدة في (2) السابق ولكنه يفشل بسبب السلسلة (الصف) (كتب) (katab) الذي لا يربط التعبير المنتظم ‘’^(cons)%(cons)$’’ (اختبار غير مرضي للقاعدة المراد تطبيقها). يقوم المشكل بتحويل قيمة خاصية الجذر وإرجاعها غير قابلة للتغيير؛ فإذا تم استدعاء المشكّل مرة أخرى يعمل(chg strem) باجتياز الشجرة الفرعية إلى غاية الوصول إلى العقدة v-psfix-perf-f1-sg؛ وبالتالي يعمل المشكّل على تطبيق القاعدة في (3) السابقة بحيث تثبت اللاحقة "tu" في الفعل كتب (katab) وتصبح بالتالي النتيجة كتبتُ katabtu.

5. الـتـمديـد (الإضـافـات) :
لقد تم التركيز في هذه الدراسة على نوعين من الأفعال في اللغة العربية وهما الأفعال المنتظمة والأفعال المجوفة (المعتل الوسط) وفقا للنموذج (حرف حركة حرف حركة حرف) (CVCVC) (الشكل 1)، وقد تناولنا كيف يمكن تطبيق منهجيتنا على الأنواع الأخرى من الأفعال وعلى الأجزاء الأخرى من الكلام.

.1.5 تطبيق المنهجية على أنواع أخرى من الأفعال :
إن معالجة قواعد تصريف الأفعال في اللغة العربية على المرحلتين الرئيسيتين والتي تم عرضها من خلال هذه الورقة يمكن توسعتها لتشمل صيغة الأفعال المبنية للمجهول والأفعال المشددة المهمّزة في جذرها ومختلف نماذج الأفعال المخففة والمشددة. بالفعل ليس كل النماذج معنية بوجود حرف علة في جذر الفعل أو تخفيف (مثال: النماذج CVCCV, CaaCVC, taCVCCVC ونماذج أخرى) فإن البنية الشجرية الفرعية لها هي أقل كثافة وأقل تشعبا من النموذج CVCVC، فالمعالجة على مرحلتين تعمل كذلك على تحويل الأفعال ذات الجذر الأول المخفف، خاصة الجذر "w"، الذي يحذف ويسقط في صيغة الفعل الناقص المبني للمعلوم (الجذر التام "ورد" "warad"، الجذر الناقص "رد" "- rid -"). وبصفة تبادلية يمكن وضعه، أي الفعل ذو الجذر الأول المخفف، في المعجم غير المنتظم؛ حيث يقوم المشكل بالرجوع إليه - المعجم- عند الوصول إلى عقدة الورقة وتكون الأسبقية في تطبيق أي من القواعد التحويلية.
.2.5 تطبيق المنهجية على أجزاء أخرى من الكلام :
إن منهجية المرحلتين في توليد قواعد الصرف في اللغة العربية لها ايجابيات لعملية التوليد الصرفي والإعرابي للأسماء والصفات؛ حيث الجمع السالم للكثير من الأسماء في اللغة العربية، خاصة منها أسماء المذكر السالم، لا يتم تشكيلها بانتظام بواسطة إضافة اللواحق؛ في حين أن الجذر في حد ذاته يتحمل كل التغييرات الموافقة لمجموعة النماذج (مثال: جمع رجل رجال rajul rijaal) وهذا ما يؤدي إلى استدعاء ما يسمى "بجمع التكسير". يتم إعراب جمع التكسير وفقا للحالة (حالة الرفع، حالة المضاف إليه أو الجر، accusative) والنكرة definitness، إلا أنه مبدئيا هو نفس الإعراب بالنسبة لأغلبية الأسماء المفردة المؤنثة والمذكرة على حد السواء [16] ونفس الأمور المنطبقة على الأسماء تنطبق كذلك على الصفات (النعوت).

.3.5 النتائج :
وكنتيجة للتميز والفصل بين مشكل التغييرات التي تحدث على مستوى الجذور عنه في الإضافات من البوادئ واللواحق، قمنا بوضع وبناء نظام إحصائي حسابي لقواعد الصرف في اللغة العربية بعدد قليل من القواعد؛ وهذا من شأنه أن يُحسن من الحيز الفعلي للنظام والحفاظ عليه عن طريق مضاعفة القواعد وتبسيطها في نفس الوقت وذلك بعزل مختلف أنواع التغييرات المحدثة.
لقد تم تجريب النظام على ملف مكون من أكثر من ألف (1000) فعل (يشمل ذلك الأفعال المشددة وكذا الأفعال المخففة) و1200 اسما (تتضمن الأسماء المصوتة وأسماء جمع التكسير).
يحتوي نظام التوليد الصرفي على واجهة مدمجة مع نظام الترجمة الآلي المتدخل اللغات (,[17][14]).

¹ الـخـاتــمة :
قمنا في هذه الدراسة بعرض النموذج (الإحصائي) الذي يستعمل المولد الصرفي للغة العربية بواسطة فصل وعزل الحروف الواسطة المتغيرة (حروف العلة) في الأفعال والتي تحدث على مستوى جذور اللغة العربية من خلال عملية إضافة البوادئ واللواحق. تعمل منهجية المرحلتين بتقليص عدد قواعد التحويلات الصرفية الضرورية في هذه العملية، وهذا ما يسمح لمولد اللغة العربية أن يكون أكثر صغرا وأكثر بساطة وأكثر سهولة في الاستعمال.


ترجم من طرف:
شركة كليك لخدمات الحاسوب

الـمـراجــع :

Aronof, M Morphology by itself : stem and infectional class. MIT Press; CambredgMass (1994).
Beard R; Lexeme-Morpheme Base Morphology; A general theory of infrction and word formation State Universty of new York Press (1995).
Beesly K Finite State Description of Arabic morphology In the proceedind of Cambredge Bilingual Computing in Arabic and English (1990).
Beesly K Finite State Description of Arabic morphological Analysis an Generation In Proceedind COLING 96 Vol 1 89 94 (1990).
Bessly K Consonant Spreading of Arabic Stem In Proceedind COLING 96 (1998).
Cavalli Sphorza V Soudi A Mitamura Arabic Morphology Generation Using Concatenative Strategy In Proceeding Of NAACL 2000 W A (2000).
Hudson G Arabic Root and Pattern Morphology Tiers Journal of Linguistics 22-85-122 (1986).
Kay M Non-Concatenative Finite State Morphology In Proceeding of the third Conference of the European Chapter of The Association Of Computaional Linguistics Copenhagen Danemark 2-10 (1990).
Kiraz G Multi-Tape Tow Level Morphology Acase Study In Semetic Non Leaner Morphology In Proceeding Of COLONG 94 Vol1 180-186 (1994).
Koskenniemi K Tow- Level morphology ; A General Comptutaional Model for Word- Form Recognition and Production PhD Thesis University on Helsinki (1983).
Leaviti J:R MORPHE Morphological Rules Copmlie Technical Repport CMU-CMT 94 memo (1994).
McCarthy J , On Stress And Syllabefication In Linguistic Inquiry Vol 10 343-365- 418 (1994).
McCarthy J prosodic Theory Of Non Concatenative Morphology In Linguistic Inquiry Vol 12 373-418 (1987).
Nyberg E H and Mitamura T The Kant System Fast Acurat High Quality Translation In Pratical Domains In Proceeding of COLING’ 94 (1994).
Soudi A ; Cavalli Sforza A computational Lexeme based treatement of Arabic Morphology In Proceedind Of Workshop On Arabic Language processing ACL 2001 Toulouse (2001).
Soudi A ; Cavalli Sforza Arabic Noun System In Proceeding of the Arabic Processing Conference University of Manouba (Tunisie) (2001a).
Soudi A ; Cavalli Sforza V, Jamari A Prototype English To Arabic Intreligua Based MT System In Proceeding of Workshop On Arabic Language Ressources and Evaluation Status and prospect , LREC 2002 Las Palmas (2002b).
Soudi, A Computational Lexeme-Based Treatement of Arabic Morphology. Doctorat d’Etat (PhD) Thesis Mohamed V university Rabat (2002).
Wher H. A dictionnary of Modern Written Arabic JM Cowan Editor Spoken language Services Ithaca NY fourth Ed (1971).*Wright, W. a grammar of the Arabic language, Cambridge, Cambridge University Press, Third Ed (1988).

samedi 27 mars 2010

تعليم المعلوماتية باللغة العربية و هيكلة البرمجيات

مـن تـقديـم الأسـتاذ : عـلي الـمـيـلي
أسـتاذ بـجامـعة مـيـشـيـقان بـأمـريـكا
المداخلة الشفوية لشرح عناصر المداخلة
" تعليم المعلوماتية باللغة العربية وهيكلة البرمجيات "

في هذا العرض الموجز أحلل كيف عالجوا مشكلة استعمال اللغة، كلغة للتدريس والبحث في الميدان العلمي ثم أقدم بعض المبادئ التي أرى أن نطبقها لإيجاد الحلول ثم أسطر على بعض اللمسات التي أقترحها مع ذكر بعض الخطى التجريبية

¹ الـرهـانــات
لابد من إنقاذ اللغة العربية من الإهمال الذي لا رجوع عنه وفي نفس الوقت اعتبر أن التفافنا حول اللغة العربية هي الوسيلة للوحدة وانسجام مجهوداتنا، وهي وسيلة مهمة يجب أن نعطيها كل الاهتمام، كما أنها أيضا وسيلة توحد أهدافنا العلمية والاستراتيجية في مستوى النطاق العربي
أما عن الحالة التي توجد فيها اللغة العربية في يومنا هذا فقد تطورت تطورا ضئيلا منذ القرن 15 لأنه آخر قرن كانت فيه اللغة العربية فيه لغة علم وبحث علمي، وهي حاليا لا تتماشى مع التطور التقني والعلمي حول العالم، فالشيء الواقع حاليا هو أننا نستعمل ألفاظ لغات أجنبية وهو أمر طبيعي فاللغات كلها تستعمل ألفاظ لغات أخرى، إلا أنه بالنسبة للغة العربية أعتقد
أولا : أن هذا الاستعمال غير منظم
ثانيا : يسير بكيفية تمس بتماسك اللغة العربية، واللغة العربية مبنية على قواعد وإذا أخذنا ألفاظا من اللغات الأخرى بعدد كبير فهذا يمس بتماسك اللغة العربية، كما أرى أيضا أن ذلك قد يتغير في المستقبل لأن اللغة العربية مستعملة واستعمالها يكون في وظائف ليست وظائف علمية أو أساسية أو وظائف تتعلق بالاستعمال
ومن الناحية الأخرى إذا حللنا الإمكانات البشرية، أي الموارد البشرية بالنسبة للبلدان العربية فنرى عددا وافرا من العلماء والمهندسين العرب يعملون باللغات الأخرى دون اللغة العربية، سواء في البلدان العربية أم في خارجها وبالتالي يساهمون في إثراء التراث التابع للغات الأخرى لا التراث العربي. كما ألاحظ أيضا أنه إذا نظرنا في بعض الميادين على سبيل المثال الإعلامية وهو الميدان الذي أعرف عنه بعض الشيء فنرى عدة علماء عرب من أبرز العلماء في الميدان لا يساهمون في العلم العربي بأية صفة تذكر، وأذكر مثلا الأستاذ رامز المصري في ميدان DATA BASES، الأستاذ أحمد مغرمت في ميدانMulti Systemes إلى غير ذلك فعدم التناسق بين هؤلاء العلماء والباحثين وغيرهم، وانعدام المهمة المشتركة تجعل كل هذه الطاقات البشرية لا تؤدي إلى شيء يقاس بالنسبة للغة العربية
أما فيما يخص التعليم باللغة العربية فلم أقم ببحث مدقق لكن حسب ما رأيت، هناك بعض المجهودات في بعض البلدان أو في بعض الجامعات لتدريس الإعلامية باللغة العربية، فهناك مجهودات في سوريا، العربية السعودية، مصر، وهي مجهودات أقدرها جدا لأنها مجهودات بطلة، لكنها كلها مجهودات محلية ولا ترمي إلى إدماج طويل المدى
الأستاذ أو مجموعة من الأساتذة يكتبون كتبا ودروسا يستعملون فيها اللغة العربية حول المعلومات التي يستقونها، وبصفة عامة فاللغة العربية يراها جل التلاميذ والأساتذة وجل الطلبة كعقبة في التدريس لا كوسيلة أو أداة للتدريس، أيضا ليس هناك أي تدعيم من الهيكلية التحتية، مثلا لا تجد كتبا يكتبها كل هؤلاء العلماء في اللغة العربية، ولا نجد تدعيما للتدريس باللغة العربية بالمعنى الذي نعرفه في اللغات الأخرى، فإذا درست مثلا درسا باللغة الإنجليزية فأختار كتابا ومع الكتاب أتلقى Powerpoints وتمارين وحلول تمارين كل الدروس، بحيث أتمتع بتدعيم كبير في التدريس باللغة العربية، وهذا التدعيم غائب تماما فيما يخص ممارسة العلوم والتقنية والهندسة، فجل العلماء والمهندسين والتقنيين يمارسون بلغات أخرى، متعلقة بماضينا الاستعماري، ثم هناك بعض المصطلحات أو الكلمات التي نقدمها، ويكون تقديمها غالبا لا من طرف مختصين في الميدان ولكن من طرف ربما إداريين أو صحفيين أو علماء اللغة إلخ... وهم لا يفهمون هذه الأمور التي يطلقون عليها كلماتهم ولا يفهمونها فهما تاما، وكما ذكرت فإن اللغة العربية في الوقت الحالي في ممارسة هذه الميادين تعتبر كعقبة للاتصالات عوضا أن تكون إمكانية تعبير واكتشاف، وأيضا هي غالبا ما تستعمل في مخاطبة من هم غير مختصين في ميدان التربية
أما عن استعمال اللغة العربية في الإدارة، ففي تونس وهو البلد الذي أعرفه أكثر من أي بلد عربي آخر، فهناك عدة مجهودات لإدخال اللغة العربية في الإدارة لكن يقع إدخال اللغة العربية من طرف الإداري فيتدفق استعمال اللغة العربية من ذلك الطرف الذي لا أرى فيه مشكلة إلى أن نصل إلى ميادين تقنية فيقف تدفق اللغة لأن الإداريين ليس لهم النفوذ الكافي لإدخال المصطلحات، ولم يقع إنتاج هذه المصطلحات وتطويرها، كما أيضا ألاحظ مجهودات لإدخال اللغة العربية في التعليم، والشيء الذي تقوم به الإدارة عادة هو أن يدخلوا التعريب من الأقسام الابتدائية ثم الأقسام الثانوية على أن يتم إدخالها في الأقسام الأخرى وحسب رأيي هنا بالضبط يجب أن نقوم بعكس هذا المنهج لأنه لا يعقل أن أطلب من معلم تعليم ابتدائي أن يكون في طليعة إدخال الألفاظ للغة العربية بينما يمكن أن أطلب من أستاذ جامعي بأن يكون في الطليعة على أن تتدفق الألفاظ والمصطلحات التي يقدمها من التعليم العالي إلي التعليم الثانوي وحسب الحاجة
¹ الــدروس
وإذا قارنا وضع اللغة العربية بأوضاع اللغات الأخرى وبأوضاع أمم أخرى واجهت نفس المشكلة نرى كيف وجدت حلولا فعسى أن يدلنا ذلك إلى حلول
سندرس كيف أن اللغة الإنجليزية قد تطورت حاليا ثم كيف تعاملت أمم أخرى مع تطوير لغاتها إذا كانوا متقدمين تقنيا أو لم يكونوا، ثم كيف تعاملوا مع اللغة إذا كانت لهم هياكل مخصصة للغة أو لم يكن لهم، ثم كيف تعاملوا مع اللغة حسب حجمها، ثم كيف تعاملوا مع اللغة إذا كانت لغتهم تستعمل حروفا غير الحروف الإنجليزية التي هي اللغة المربوطة بالعلم والتقنيات الحديثة
أما إذا نظرنا إلى تطور اللغة الإنجليزية حاليا فأهم الصفات بالنسبة لتطور هذه اللغة هو أن التطور يسير في مستوى القاعدة وليست هناك أي هياكل التنسيق أو تشرح ما يقال أو ما لا يقال وإنما تقع في مستوى القاعدة، ويساهم فيها عدد من المختصين يقدمون وجهات نظر مختلفة ثم هناك تطورات أصفها بأنها داروينية تجعل بعض الكلمات تتطور وتنتشر ويقع استعمالها، وألفاظ وعبارات أخرى تزول من الاستعمال وهذا لم يكن بمقتضى التشريع وإنما صار بمقتضى الفرز الطبيعي بين الألفاظ كما يكون الفرز بين كل الأشياء
أما فيما يخص التقدم التقني فمثلا إذا أخذنا بلدانا مثل روسيا وألمانيا واليابان وفرنسا فهم يقومون بجل التدريس والبحث في لغاتهم القومية مع استعمال مراجع باللغة الإنجليزية، ثم لهم إنتاج من البحث بلغاتهم وإنتاج باللغة الإنجليزية ورغم أن الإنتاج باللغة الإنجليزية حاليا في ارتفاع، فالملاحظ أيضا أن هذه الأمم غالبا ما نجدها متفوقة في ميادين مختلفة وفي تلك الميادين يتفوقون في الواقع حتى على الثقافة الإنجليزية والعلم الإنجليزي، وما أود أن أقوم به حول هذه الملاحظات هو أن نستخلص دروسا بالنسبة للأمة العربية
ثم أيضا إذا لاحظنا ما يجري في البلدان التي كانت فيها هيئات خاصة باللغة وبلدان لم تكن لها هيئات مخصصة، فعادة ما أثبتت التجربة أن تشريع اللغة غير مجدي وغير كاف لأن اللغة هي أولا عملية تنطلق من القاعدة ولا تنطلق من القوانين أو من القرارات ثم إن الهياكل المخصصة للغة مثلا في الأكاديمية الفرنسية أو ديوان اللغة الفرنسية في كاليدونيا الجديدة الواقع تدعي أنها تسير اللغة ولكنها في الحقيقة تتبع اللغة وتلاحظ ما انتشر وما لم ينتشر وتزكي المسار وأن صحة اللغة وازدهارها مرتبط بإرادة الناس باستعمال هذه اللغة، والشيء الذي يفرق بين النجاح والفشل هو إذا كانت اللغة في متناول المستعمل وتفيده
أما بخصوص حجم الأمم فنرى مثلا بلدا كهولندا التي فيها من 10 إلى 15 مليون شخص وبلدا كالصين التي تحوي ما يفوق 1.000 مليون شخص كلاهما يستعمل لغته القومية في تدريس العلوم، فالسؤال المطروح عندئذ هو ما هو عذرنا في عدم استعمال اللغة القومية في تدريس العلوم. أيضا إذا لاحظنا أن بعض الأمم التي تستعمل لغاتها القومية في تدريس العلوم وفي البحث فإنهم في الواقع يحتفظون بالحروف اللاتينية واليونانية فيما يخص المعادلات والأمور التقنية البحتة لكن في كل ما يتعلق بالتفسيرات والمقدمات فيكون باللغة القومية
تعهدات لحلول علاجية: أما عن المبادئ التي أقترحها عليكم كأساس لحل لهذه المشكلة
اعتبار اللغة وسيلة اكتشاف لا مجرد وسيلة تنفيذ بحيث لا نفكر بأفكار لغات أخرى ثم نفكر كيف نجسدها باللغة العربية بينما التفكير وتمثيل الأفكار يكون مع بعض
تطوير اللغة هو نشاط علمي في حد ذاته في تطوير اللغة وتقديم الألفاظ والعبارات وبالتالي يقوم به المختصون في الميادين التي نريد أن نغطيها قبل أن يقوم به مختصون في اللغة
الوحدة بين اللغة والتفكير إذ أن اللغة لها تأثير على التفكير ثم إن اللغة يجب أن تعتبر كمصدر قوة لا كعقبة، فاللغة تعكس حاجيات وطموحات أمة، بالخصوص أنها تعكس حاجيات أمة فنلاحظ مثلا أمة " أنويت " في القطب الشمالي لهم 300 كلمة للدلالة على الثلج والعربية لديها كلمة واحدة، والذي أريد أن ألفت انتباهكم إليه هو أنه إذا كانت اللغة العربية غير غنية لنستعملها حاليا هذا لا صلة له باللغة لكن له صلة باستعمالنا للغة، واللغة هي مسؤولية مشتركة، حيث أن الخبراء في الميادين العلمية والتقنية يقترحون عبارات، وعلماء اللغة يحددون الميدان الذي نختار فيه والكيفيات التي تكون عليها هذه العبارات، والمستعملون يختارون ويفرزون ويحذفون ما يشاؤون

¹ مـقاربـة مـتـعـددة الأوجـه
أقدم هنا حلا يرتكز على ثلاثة أطراف
الطرف الأول
الهيئات الحكومية أو الهيئات العمومية بصفة عامة التي لها دور تدعيمي من ناحية الهيكلة التحتية، فهذه الهيئات تقدم تدعيما يسهل للأطراف الأخرى القيام بمهمتها
الطرف الثاني
الجمعيات العلمية المختصة في كل الميادين سواء العلمية أم الفيزياء أم الرياضية وغير ذلك فدورها هو دور تنسيق بين أعضائها وتوجيه الطاقات حول هدف مشترك
الطرف الثالث
يكون العلماء والمدرسون والباحثون والأفراد والممارسون لهذه الميادين في الطليعة وهم الذين سيقدمون الألفاظ ويكتبون النصوص ويقومون بالبحوث في هذه اللغة، وهذه المشاركة هي مشاركة إبداع بحيث يتحملون عبء الإبداع في هذا المجال

¹ تـجـسـيد الـخـطـوات
أما عن الخطة التطبيقية فتقسم حسب الأطراف التي ذكرتها
الطرف الأول
الهيئات الحكومية وفي رأيي أن هذه الهيئات تقدم تدعيما من حيث الوسائل اللغوية مثل الذي أقدمه لكم اليوم، هو أنه عندما كونت هذا النص كونته باللغة الإنجليزية لأني لا أعرف مصدرا يمكن أن أشتري فيه power point باللغة العربية ولأن هذه الإمكانيات غير موجودة بصفة واسعة، ثم أيضا توفير موارد التدريس كالتي ذكرتها سابقا ثم تحمل مسؤولية المحافظة على قاموس باللغة العربية وتشجيع استعمالها في المستوى الجامعي
الطرف الثاني
أما عن المنظمات المهنية، فأهم دور بالنسبة لها هي أن تقدم منابر للنقاش بين الأطراف وفي هذا النطاق أذكر لكم ندوة نقوم بها في جويلية القادم في تونس وأدعو كلا منكم لحضورها، ومحور هذه الندوة هو "استعمال اللغة العربية في تدريس الإعلامية"، الكيفية التي سنقوم بها هي استضافة بعض علماء العرب البارزين في ميدان الإعلامية، ونطلب من كل واحد منهم تقديم درس لمدة ساعة أو ساعة ونصف في ميدانهم ويقدموا لنا نصا باللغة العربية حول هذا الميدان ثم يقدموا لنا أيضا قاموسا ينص على الألفاظ التي يستعملونها في درسهم فتجمع كل هذه القواميس لتشكل قاموسا محترما باللغة العربية. والمنتوج الأخير بالنسبة لهذه الندوة هو مجموعة دروس من طرف أبرز العلماء في ميدان الإعلامية ويكون هذا أداة يستعملها الأساتذة في تدريسهم للغة العربية
الطرف الثالث
أصف شخصيا الباحثين والمدرسين بالجنود المشاة لأنهم دائما في الطليعة لهذا المجهود، وإذا لم يعزم الأساتذة في إدخال اللغة العربية في تدريسهم فكل الجهود الأخرى لا جدوى منها
فأول خطوة في هذه الخطة هي التدريس والبحث والتفكير باللغة العربية، وحاولت عدة مرات مع شركات نشر أجنبية أن أقنعهم ببعث books series مجموعة كتب باللغة العربية على أن يقع نشرها في البلدان التي ترغب في استعمال اللغة العربية في التدريس ولم أقنع أي ناشر في الوقت الحالي، لكن لن أيأس من هذه الإمكانية لأننا إذا وجدنا سوقا لهذه الكتب فسنجد إمكانية لإنتاجها

¹ الـخـلاصـة
الأمد الطويل : أخيرا أكتفي بأن أقول أن استعمال اللغة العربية له قيمة استراتيجية بالنسبة للدول العربية وأجلب انتباه الزملاء لهذه المسألة لإيجاد الحلول وشكرا
¹ الـمـناقـشــة
سـؤال : أ/ الطاهر ميلة
شكرا بودي الاستفسار بعد أن تتبعت المحاضرة بكل اهتمام فهمت أن هناك طريقتين للمحافظة على اللغة، طريقة تتبع في البلدان الأنجلوساكسونية وعلى رأسها أمريكا لأنها تنطبق على الواقع وبالاستعمال، ولا تشرع وتترك المستعمل هو الذي يفرز. ولكن البلدان التي تأخرت لغاتها عن مسايرة التطور العلمي في العالم وبما أنها تفتقر إلى الإنتاج العلمي لجأت إلى التشريع اللغوي وإلى المؤسسات، ليس الغرض فرض نموذج معين من اللغة وإنما توجيه المستعملين ومساعدتهم
هل أفهم أنكم تستغنون عن هذه المؤسسات؟
الـجـواب
لا أقصد أننا نستغني عن هذه المؤسسات بل أقصد أن المسؤولية الأولى على عاتق الممارسين وأن المدرسين والباحثين والعلماء أن يكونوا هم في طليعة هذا المجهود، ذكرت في هذه المحاضرة تقييمي لدور كل هذه الأطراف، كل طرف يدعم بوضع واردات معينة فهنا طرف ينسق وهناك طرف يقوم بالمجهود في الميدان، وإذا لم نر هذا المجهود الميداني فالمجهودات الأخرى يبقى مفعولها محدودا
سـؤال
أشكر الدكتور على المحاضرة التي ذكر فيها عبارة أعجبتني كثيرا لأنني في الحقيقة أعيشها مثل كل زملائي في تدريس العلوم وهي كلمة عدم "التنسيق" بين العلماء هذه العبارة أقف عندها لأن الأساتذة يبذلون فعلا مجهودات كبيرة وخاصة في ميدان الترجمة وأنا أعرف أن في جميع الدول العربية أساتذة يقومون بمجهودات جبارة كأفراد ولكن الذي ينقص هو فعلا التنسيق الرسمي الذي يكون عن طريق هيئات سواء حكومية أم غير حكومية مثلا: في قسم العلوم البيولوجية في الجامعة
وباللغة العربية نجد أن لها مصطلحات عديدة مختلفة باختلاف المدرسين صحيح هذا يدل على لغة عربية ثرية ولكن ثراءها لم يشغل ويوحد بحيث يصبح له مصطلح موحد، ونحن نعرف كما يعلم المختصون في علم النفس يعلمون أن المصطلح له قوة كبيرة في إيصال المعلومة بينما التشويش في المصطلحات يؤدي إلى تشويش المفاهيم، ومثال بسيط جدا في كلمة dominante بالعربية، الغالبة، القاهرة والسائدة، صحيح أن هذا الاختلاف دليل على ثراء اللغة العربية وتدل كذلك على أن هذه المصطلحات دقيقة فكلمة غلبة تعني أنها تغلب صفة أخرى متنحية. وكلمة قاهرة كذلك معناها تقهرها وكلمة سائدة تعني السيادة عليها ولكن يجب أن نوحدها بالنسبة للطلاب في تونس في المغرب في دول المشرق وفي الجزائر حيث كلهم يعطون أسماء مختلفة
كذلك كلمة "كمون العمل" في السيالة العصبية حاثية العمل، كامل الجهد، جهد الفعل في السيالة العصبية potentiel d’action نفس المصطلحات فهذا يدل على ثراء اللغة لكن لا يوجد مجهود آخر لحصر هذه الثغرة وشكرا
سـؤال
بالنسبة للمراحل الثلاث، نحن - يعني الجمعية المصرية لتعريب العلوم - نثني على ثلاث مراحل ولكن نحن نثني أقل على المرحلة الأولى وهي مرحلة القرار السياسي أو الجسم الحكومي ويعني مهما نضع وهذا وإن نجح في الجزائر يوجد هنا قرار جسم حكومي لكن أعتقد أنه في أغلب الدول العربية هو محل استفهام وخاصة وأن كافة الدساتير وكافة القوانين وكافة لوائح الجامعات تنص على اللغة العربية وهذا يضع عبئا أكثر على المرحلة الثالثة وهي مرحلة الأستاذ الجامعي والمرحلة الثانية الجمعيات والتكوينات العلمية
بالنسبة لما تعزمون القيام به، نحن قمنا بنفس التجربة منذ ثلاثة أعوام ولكن المستوى مختلف، فانعقدت عندنا ندوة " تعريب التعليم الطبي" وطلبنا من المحاضرين في أربع تخصصات مختلفة أن يقدموا بحوثا - وليست محاضرات - باللغة العربية كل في مجال تخصصه وكان فيه الطب والعظام وكانت ثرية وأعتقد أنكم ستستفيدون من هذه التجربة استفادة كبيرة وشكرا
سـؤال
مجهودات معروفة وكبيرة لتوحيد المصطلحات في عدة معاجم موحدة للعلوم الطبية، في الفيزياء والكيمياء وليس هناك عذر في عدم وجود معاجم موحدة غير موجودة والسلام عليكم

ملاحظة خاصة
هناك مجهودات كبيرة مبذولة وبذلت في العالم العربي وحتى في أمريكا لتعريب البرمجيات، وكل الملاحظات التي وجهتها هي في الحقيقة فيه الكثير من البرمجيات المعربة والكثير من تطبيقاتها معربة تماما فكلها أمريكية ولها ترجمات إلى مختلف اللغات إلى 100 لغة بما فيها اللغة العربية


ترجم من طرف شركة كليك لخدمات الحاسوب